موضوع: تلك هي رسالة نبينا الأمي السبت ديسمبر 17, 2011 10:59 am
تلك هي رسالة نبينا الأميّ !!..
كانوا في الفوضى يعيشون , ومن مفاخر الأنساب ومآثرها يفتخرون , وفي أحضان الكفر والضلال يهيمون , وحق المساواة بين البشر لا يعترفون , وفي السرقة والنهب يعملون , وفي أحضان الرذيلة والفسق يتمرغون , والوثنية والأصنام كانوا يعبدون ... فكانوا عبيداً للملوك والطغاة , وخدماُ للأوهام والخرافات ... إلى أنْ أشرق الكون بميلاد رجلٍ لمْ يعرف الزمان والتاريخ مثلاً له .. إنّه أكرم بني البشر نسباً وصهراً , اصطفاه الله على سائر الرسل وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين ليكون رحمةً للعالمين !!....
قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثم إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل, واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة, واصطفى من بني كنانة قريشا , واصطفى من قريش بني هاشم ,واصطفاني من بني هاشم)... حديث حسن صحيح
أضاءت الدنيا برسالته الخالدة , لينقل الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان والهدي , ويكون عنوان خلود صفحتها هو :
رسالة النبي الأميّ كانت ثورة ضِدّ التعصّب في الجنّس واللون ..
فكان هدفها قول معلّم البشرية وقائدها نبينا الحبيب :
( ليس منّا من دعا إلى عصبية , وليس منّا من قاتل على عصبية , وليس منّا من مات على عصبية ) أخرجه أبو داود رسالته حطّمت طاغوت الشرك والكفر , وأصبحت حماية العقيدة والدفاع عن رسالة الإسلام وحبيبها هدفهم ....
رسالته كانت نصراً وفتحاً مبيناً, حولّت مدرسته لصحائف من نور , وصور حيّة من الإيمان تأخذ منه , وتعطي لغيرها في سبيل نشر الحق على أرض المعمورة , دون خوفٍ ولا وجل إلاّ من الله خالقهم ...
رسالته انساحت على وجه الأرض بالحبّ والعطاء والوفاء , و ليس بالإرهاب والعنف ..... {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
( سورة البقرة آية 256)
لنعد معا يا أمة الحبيب إلى الحدث الهائل, والعظيم الجليل الذي فتح لنا علوم الدنيا ومفاتح كنوزها , ومشارق الأرض ومغاربها لينساح الإسلام بين جنباتها ... لنعد معا إلى الذكرى العظيمة التي اهتزّ لها الكون !!.. لنعد معا إلى الهجرة النبوية !!!!!!!!. وصل رسول الأمّة إلى يثرب وصاحبه يطلب لدينه وصحبه الأمن في جوار أهل الكرم والوفاء , بعد أن أجمعت قريش على قتله تخلصاً من دعوته , لكنّ الله يأبى إلاّ أن يتمّ نوره وينصره نصراً عزيزاً ولو كره المجرمون ...
سار بصاحبه في هجرة مع الله ليهدي الناس, ويخرجهم من دياجير الظلم إلى نور الضياء والفجر .. لم تكن هجرته حدثا عاديا , بل كانت هجرة لبدء مرحلة جديدة في تاريخ البشرية جمعاء .. فتحت هجرته على الأمّة كنوز الدنيا , ومعالم الهدي والعلم والإيمان , ونشر تعاليم الدين السّمح في مشارق الأرض ومغاربها , فكانت خيراً للأمّة والبشرية جمعاء ...
لأوّل مرة في تاريخ البشرية جعل حقّ الأمّة فوق الأنساب والأصهار , وأساس النصر المآخاة والمساواة بين البشر ...
كلمة التوحيد كانت شرعتهم , والدعوة المحمّدية هدفهم , ونشر دين السلام والحبّ والخير غايتهم ... {هُوَ الَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيداً} (سورة الفتح آية 28)
هَلْ لنا يا أمّة الحبيب مِنْ وقفة مع هذا العام الجديد للهجرة النبوية ؟؟...
ونسأل أنفسنا بصدق :
ألم يكفينا عزّةً وفخراً بأنّنا من خير الأمم وأكرمها رسالةً بين العالمين ؟؟..
عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( ثم فضّلنا على النّاس بثلاث, جعلت لنا الأرض كلّها مسجدا, وجعل ترابها لنا طُهورا إذا لمْ نجد ماء ,وجعلت صُفوفنا كَصُفوف الملائكة ..).. صحيح بن خزيمة
ألم يكفينا فحرا وعزة بأنّ الله منّ علينا, و بعث لنا رسولا من أنفسنا يعلّمنا ويزكّينا ويطهّرنا من آثام الماضي ؟؟...
ما موقفنا - ونحن من أبناء خير أمّة أخرجت للناس - من هؤلاء الذين يؤذون ويسبّون , ويعتدون على حرمة دينّنا ونبّينا الذي أرسله الله ليكون رحمةً للعالمين جمعاء ؟؟..
لنقف معا يا أمّة الحق , ونستنصر لرسولنا الحبيب النبيّ الأمّي , وندافع عن أشرف مخلوق , وأنبل رجل , وأصدق رسول لنكونَ من المؤمنين الفائزين المُخْلَصِين ....