عندما تتكالب علينا المصائب و الهموم و ترمقنا الحياة بنظرة ٍ غادرة و تُطعن قلوبنا بسهم القدر ، فإنه في بادئ الأمر يكونُ الامر عسيرًا و مؤلمًا وما إن يمر الوقت حتى تعتاد َ قلوبنا الحزن و تعشقَ عيوننا الدمع فندمنُ الهم و نتعلقُ بالألم.. . ننظر فنرى درب السعادة أمامنا و لكن نعمي قلوبنا لأننا أحببنا ذاك َ الشعورَ المؤلم و أصبحَ يجري في عروقنا حب الألم و عشق الحزن نطمسُ عقولنا عن حقيقةِ مُصابنا و هو أنه ما كان ليصيبنا لولا رحمة الله بنا ما كان ليصيبنا إن لم يكن به خيرٌ لنا .. و لكننا نعشقق الجانبَ المؤلمَ من الأمور ، و نرى الجانبَ الفارغ من الكؤوس غريبٌ أنتَ أيها الإنسان تتعلقُ بحب الألم و تنسى حب الأمل !! تنسى أنك ما خلقتَ لعبث و أن الله ما كان ليؤذيك و أنه أحن عليك َ من نفسك و لكنك لا تعقل ندعي بأننا قتلى الزمان و ضحايا القدر وما أصابنا لا يعد ُ بكرب.. . هاك حبي يا حبيبي يا محمد ، إن كنا نحن نعاني فما مررت أنتَ به لا يطيقه بشر لولا صبرك على كل أحزانك ما وصلت رسالات ربي فقدت َ أبويك َ و جدك و جميعَ من أحبك و حاربك َ أهلك و فقدتَ ولدك و حاربك َ الناسُ أجمع وصفوك َ بما ليس فيك ، قالوا مجنونٌ أنتَ أو شاعر ، حاشاك َ يا حبيبي هاك َ حبي على صبرك على ما أتاك َ من ألم ٍ و من حزنٍ ، ومع ذلك كنت أنت الامل رغم الألم فما بال قلوبنا لا تبصر ، و ما بال عقولنا لا تعقل.. نعلمُ أن الله أرحمُ بنا من أنفسنا و أنه يحبنا و لا يكتبُ لنا إلا ما فيه إسعادنا ومع ذلك نحزن و نبكي و نتألم و لو علمنا ما كان في الغيب لحمدنا ربنا و شكرناه ُ أن لطف بنا لماذا نذكر العسيرَ من حياتنا و نبكي و نتألم !! لماذا لا ننظر للجانب المضيء من الأمور ؟! لماذا دائما نلومُ القدر لمصابنا ؟! إذا أتانا ما كرهنا صرحنا بأنه ليسَ بيدنا .. إنما هو قدرنا.. و الله و بالله و تالله لو كان الأمر بيدنا لما مضت حياتنا و لكانت الدنيا دار الجحيم لدينا و لكن الله أرحم بنا و ماكان ليضيعنا .. فهلا عقلتَ أيها الانسان ! و هلا أحسنتَ الظن بالله ! وهلا علمتَ أن الله سيرضيك.. و لكن اصبر و أعلم أنك بخير ما لم يكن مصابك في دينك .. نعم إعلم أنك بخير لأن الله يحبك.. قال جعفر بن محمد : عجبت لمن بلي بأربع كيف يغفل عن أربع .. من بلي بالغم .. كيف لا يقول : (( لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين )) ” الانبياء:87″ و الله تعالي يقول : (( فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين )) ” الانبياء:88″ ومن خاف شيئا .. كيف لايقول : (( حسبنا الله و نعم الوكيل )) ” آل عمران:173″ و الله تعالي يقول : (( فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء )) ” آل عمران:174″ ومن مكر به .. كيف لا يقول : (( و أفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد )) ” غافر:44″ و الله تعالي يقول : (( فوقاه الله سيئات ما مكروا )) ” غافر:45″ ومن رغب في شيء .. كيف لا يقول : (( ما شاء الله لا قوة إلا بالله )) ” الكهف:39 و الله تعالى يقول : (( فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك )) ” الكهف :40″ قال علي – كرم الله وجهه -( رب قريب أبعد من بعيد ، و رب بعيد أقرب من قريب ))