الحمد لله وكفى .. والصلاة والسلام على من اصطفى .. وآله وصحبه ومن اهتدى .. وبعدُ أحبتي "
فـإن ..
لكل بداية نهاية ..! ولكل نهايـة بداية ..!!
الــموت !
كلمةٌ كلما نطقنا بها .. ارتعشت أجسامنا فهو مصيبة والله جل جلاله سمى الموت مصيبة قال جل شأنه ( إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِيْ الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ )
نعـم ..
الموت من أعظم المصائب ..
نستشعر هذه الكلمة لبعض الوقت وما نلبث أن نتشاغل عن تذكرها فنحن نعيش في زمنٍ كثرت فيه الإبتلاءات والفتن فالسلف الصالـــــح أدرك كُنهْ هذه الكلمة .. لم يعيشوا الحياة كما نعيشها نحن الآن
غفلـــة في غفــــلة !
نهارُهُم صومٌ وليلهم صلاةٌ ودعاءٌ ولسانهم لا يفتر عن الذكر أبداً لم يهمهم المرض ، لم يحسوا بالحُزْنِ والضيقِ مــــــن الإبتـــلاء لأن الصبر كان زادهم .. لم يحملوا في صدورهم غلَّاً ولا حسداً
بل ..! ولم يشغلوا أنفسهم بعيوب الناس .. كان الواحد منهم يُحْصي كلامه !!
أمـا نحنُ فماذا أشغلنا وألهانا ؟!
ألسنةُ كثيرٍ منا لا تفتر عن التشكي والضجرْ يمر اليوم ولا نكاد نحصي ذنوبنا من كثرتها !
ليلنا يضيع كما نهارناْ نتلذذ بالغيبةِ والنميمةِ والتحدث فيما لا يجدي نفعاً حينما يضع الواحد منا رأسه على الفراش لا يحاول أن يحاسب نفسه لأنه لا يحصي ذنوبه وكلماتـــــه
فقد انطلقت كالسَّهام في كل مكان .. الصلاةُ كأداءٍ واجبٍ فعلناه لانحس ! بتلذذ في العبادة فقلوبنا شبه خاوية من الإيمان فلقد ولدنا مسلميــــــن ..
نسمعُ أن فلاناً قدْ ماتَ ..
كبيــراً كان أم صغيــراً !
فيمـر الكلامُ كعابر السبيل فهذهِ الكلمة كثر تكرارها فالموتُ أصبح لا يُحْصَى الحوادث ..! موتُ الفجأة ..! موتُ الجُملة..!
كلها أصبحتْ مُعْتادةً لم تعدْ هذه الكلمةُ لها صدىً كبير فلقـد ماتت قبلها القلـوب .!
يا اللــــــه !
كم نعاني من أنفسنا التي أصبحت القسوةُ من طِباعها لـــم نعــشْ كــما عــاش أسلافــنا في زمــنِ المــلهيــات
فلقد صدقتْ والله يارسول الله ( يأتي زمانٌ على الناس القابض على دينه كالقابض على الجمر )
يا اللــــــه !
أصبح أكثرنا يعيش وقد ماتت أشاءَ كثيرةٌ
الورع ، الخشية ، حسن الظن ، حسن الخلق ، الخشوع ، وأشياء وأشياء لا تكاد تُحصى !