موضوع: ماء زمزم قصص وأعاجيب وشفاء من كل داء ... فلا تفرطي فيه. السبت يوليو 30, 2011 1:56 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جعل الله تعالى من خصائص ماء زمزم وفضائله أنه يقوم مقام الغذاء في تقوية الجسم , ويمكن لشاربه الإستغناء به عن الطعام بخلاف سائر المياه .
ففي قصة هاجر أم إسماعل عليه السلام حين تركها إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي وابنها عند بيت الله الحرام, ((وضعهما و وضع عندهما جراباً – وعاءً من الجلد – فيه تمر, وسِقاء فيه ماء... وجعلت أمُ إسماعيل تُرضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء, حتى إذا نفد ما في السقاء, عطشت وعطش ابنها, وجعلت تنظر إليه يتلوى... فإذا هي بالملك عند موضع زمزم, فبحث بعقبه, أو قال: بجناحه, حتى ظهر الماء... قال: فجعلت تشرب من الماء ويدُر لبنُها على صبيها )).
وهكذا كان ماء زمزم بادئ ذي بدء ومن أول يوم نبع, طعام طُعم لهاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام.
وهذا أبو ذر الغفاري جُندُب بن جنادة رضي الله عنه بقي ثلاثين يوماً وليلة ليس له طعام ولا شراب إلا زمزم , فسَمِن حتى بدت عُكن بطنه.
فعن أبي ذر رضي الله عنه في قصة إسلامه عند الإمام مسلم في صحيحه , حين جاء أبو ذر إلى مكة , ودخل الحرم , وبقي فيه ثلاثين يومأً. قال أبو ذر: ((وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر, فطاف بالبيت هو وصاحبُه ,ثم صلى , فلما قضى صلاته ,قال أبو ذر : فكنت أنا أول من حيّاه بتحية الإسلام . قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله . فقال: وعليك ورحمة الله, ثم قال: من أنت؟ قال: قلت:من غفار.... ثم قال: متى كنت هنا ؟ قال : قلت :قد كنت هاهنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم . قال: فمن كان يُطعِمُك ؟ قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماءُ زمزم , فسمِنتُ حتى تكسرت عُكن بطني,وما أجد على كبدي سخفة جوع . قال صلى الله عليه وسلم: إنها مباركه, إنها طعام طُعم)) . (1 ) جمع عُكنه :وهي ما أنطوى وتثنى من لحم البطن سِمناً .(2) سخفة من جوع أي: رقة الجوع وهزاله ***********************************
أن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم في ماء زمزم المبارك خاصية الشفاء من كل داء ,يشفي الله تعالى به من يشاء تكرماً تفضلاً وقد جاءت أحاديث عديدة في بيان هذه الخاصية لزمزم .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام طُعم ، وشفاء السُّقم )) . (( وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم زمزم في الأداوي والقرب, وكان يصب ّ منه على المرضى ويسقيهم)).
جملة من أخبار المستشفين بزمزم
استشفاء الإمام ابن القيم زمزم : قال الإمام ابن القيم محمد بن أبي بكر، المتوفى سنة 751رحمه الله تعالى ((وقد جرّبتُ أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأتُ بإذن الله )) .
حصول الشفاء للإمام الشعراني من دبله في بطنه بشربه ماء زمزم :
قال الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله, المتوفى سنة 973((لما حججتُ سنة سبع وأربعين وتسعمئه ، كان في باطني دُبله قدر البطيخة، وكان الحكماء بمصر أجمعوا على شق جنبي وإخراجها من تحت طباق البطن . فألهمني الله تعالى أني شربت بعد طواف الوداع من ماء زمزم على نية الشفاء منها، فحصل لي بعد الشرب حرارة في الباطن، حتى طبخت تلك الدبلة، وخرجت سوداء مقطعه مهبّرة حتى ملأت طشتاً، وهذا أمر ٌلم يكن في قدرة الحكماء فعله)) .
حصول الشفاء بزمزم من الفالج : ذكر الزمزمي في نشر الاس قال: ((قال ابن قتيبه : - لعله عبد الله بن مسلم الدينوري الإمام المشهور, المتوفى سنة 276، أو ولده أحمد بن عبد الله ، المتوفى سنة 322,رحمهما الله تعالى – حججت مع جماعه، ومعهم رجل مفلوج، فوجدته يطوف بالبيت سالماً من الفالج ,فقلت له : كيف ذهب ما بك ؟ فقال: جئت إلى بئر زمزم،فأخذت من مائها، فحللت به دواةً كانت معي، وكتبت في إناء : بسم الله الرحمن الرحيم { هو الله الذي لآ إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لآ إله إلا هو الملكُ القدوسُ السلم المؤمنُ المهيمنُ العزيزُ الجبارُ المتكبرُ سُبحن الله عما يشركون هو الله الخلقُ البارئُ المصورُ له الأسماءُ الحُسنى يُسبحُ لهُ ما في السموتِ والأرض وهو العزيزُ الحكيم } وقوله تعالى:{ ونُنزلُ من القٌرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيدُ الظلمين إلا خساراً} اللهم إن نبيك محمد اًصلى الله عليه وسلم قال: ((ماء زمزم لما شرب له)) والقران كلامك فاشفني بعافيتك , وحللتُه بماء زمزم وسربته, فعُوفيت، وتخلصت من الفالج بإذن الله تعالى من غير معالج، فلله الحمد على ذلك )).
الدُبله داء يجتمع في الجوف, وهي خُراج أو دُمل كبير تظهر في الجوف, فتقتل صاحبها غالباً .
شفاء الشيخ عبد الرشيد إبراهيم التتاري من أمراض كثيرة بشربة زمزم :
إن الشيخ عبد الرشيد إبراهيم التتاري، أحد علماء المسلمين التتار في العهد العثماني، المتوفى سنة 1364، قد قام رحمه الله في الفترة ما بين سنة 1907، وسنة 1910م برحلة آسيوية طويلة، شملت الصين واليابان و كوريا والهند وجنوب شرق آسيا والحجاز وبلاد الشام ، وسجّل رحلته هذه في كتاب ((العالم اللإسلامي)) باللغة التركية، وحين مرّ بمكة المكرمة، وشرب من ماء زمزم قال : ((وتجربة زمزم لما شُرِب له ، قطعيّة لا شك فيها ولا شبهة، ولكن بشرط النية الخالصة والإعتقاد الجازم، ولقد جرّبت زمزم كثيراً لعلاج أمراض عديدة ، وخاصة أمراض المثانة، والأمراض الداخلية، وأوجاع العين، وكانت كلها تجارب فعلية حاسمة )) . ((وماء زمزم صالح لجميع الأمراض المتفاوتة، قالوا: لو جُمع جميع مَن داواه الأطباء، لا يكون شطراً ممن عافاه الله تعالى بشرب ماء زمزم )) فهو بحسب نية الشارب فمن شربه بنية العلم رزق العلم ومن شربه بنية الرزق رزقه الله...... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يُتحِف الرجل بتُحفةٍ سَقَاه من ماء زمزم )).
وروي موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما، فكان إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم .
وعن مجاهد قال: ما رأيت ابن عباس رضي الله عنهما أطعم ناساً قط، إلا سقاهم من ماء زمزم .
فأعظِم بماءِ زمزم من هديةٍ وتُحفة نُكرِم بها ضيوفَنا وأحبابَنا .
ماء زمزم يُكسِب الجسمَ قوةً غالِبة
((عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل مكة لا يشكون رُكبهم، ولا يسابقون أحداً إلا سبقوه، ولا يُصارعون أحداً إلا صرعوه، حتى رَغِبوا عن ماء زمزم، فبُدِّل بهم)) . *********************************
ولشرب ماء زمزم آداب عديدة، نصَّ، عليها الفقهاء وأصحاب المناسك، وهي سبعة
1- استقبال القِبلة . 2- أن يُشرب على ثلاثة أنفاس، فيَفصِل الشاربُ فمَه عن الإناء ثلاث مرات، ويشرب في ثلاث مرات، فقد ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ويقول: إنه أروى وأبرأ وأمرأ)) . 3- التسمية عند الشرب لكل مرة . 4- حمد الله تعالى عند الانتهاء من الشرب في كل نَفَس . 5- الشرب باليد اليمنى، لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك . 6- الإكثار من ماء زمزم والتضلع منه عن عبد الرحمن ابن أبي مُليكة قال: جاء رجلٌ إلى ابن عباس، فقال له: من أين جئت؟ فقال: شربتُ من زمزم.
فقال له ابن عباس: أشربتَ منها كما ينبغي؟
قال: وكيف ذلك يا ابن عباس؟
قال: إذا شربتَ منها فاستقبل القبلة، واذكر اسم الله، وتنفّس ثلاثاً، وتضلّع منها، فإذا فرغت، فاحمد الله عز وجل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آيةُ ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم .
7- ومن آداب شرب ماء زمزم : الدعاء عند شربه . حيث إن الدعاء عند شربه من مظان أوقات الإجابة، فليحرص الشارب لزمزم أن يسأل الله تعالى عند شربه من خيري الدنيا والأخرة ********************************
يعيش حُبُّ زمزم في قلوب المؤمنين الصادقين، وتعمر بشوقهم وتَحنانهم إليه، وتلهج ألسنتُهم بذِكره إذا ذكروا بيتَ الله وحرمه، حتى تغنَّوا به وترنّموا بمِدحَتِه، فجادت قرائح شعرائهم بأبيات رائقة رائعة كثيرة في ذكره وبيان فضائله، وشرح أشواقهم إليه.
قالت السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى تفخر بما خصَّ الله تعالى به أباها عبد المطلب ابن هاشم من حفر زمزم ، وآثره به على غيره مع بيانها لبعض فضائل زمزم :
ركضةُ جبريل ولماَّ تَعظُما *** سُقيَا نبى الله فيما حُرِّما
ابنِ خليل ربنِّا المُكَرَّمَا
قال الأعشى وهو يؤنِّب رجلاً ؛ ويخبره أنه مع علو شرف نسبه لم يبلغ مبلغَ قريش ، الذين هم سكان حرم الله ، والذين لهم حظ الشرب من زمزم ، فقال : فما أنتَ من أهل الحَجَون ولا الصفا *** ولا لك حظّ الشُّرب من ماء زمزم
وقال الشيخ الشاعر برهان الدين القيراطي إبراهيم بن شرف الدين، المتوفى سنة781، رحمه الله تعالى، في منظومته المشهورة بالهمزية:
واشرَبَا من شرابِ زمزمَ كأساً *** دَبَّ منه السرورُ في الأعضاءِ
فهي حقاً طعامُ طُعـم لجُوعٍ *** وبها للسـقيم أيُّ شــفاءِ
وقال الشاعر محمد بن العُلَيف، المتوفى سنة815، رحمه الله تعالى، في ديوانه، وهو يرجو زيارة مكة المكرمة:
ألا ليتَ شعري هل أبيتنَّ لــيلةً *** وأُضحى ويَهنَاني هناك مقيـلُ
وهل أَرِدَن من حوض زمزم شَربةً *** تمُِيتُ سَقَامي فالفؤادُ علــيلُ
وهذه أبيات لفضيلة الشيخ الداعية، الشاعر الكبير محمد بدر الدين الأستاذ بمعهد رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة :
يَاَلَها هَاجَرُ في إِيمَانِهَا *** يَالَها عَينٌ أَبَت أَن تَدمَعَا