فالمفترض أن يجلب الصيام التقوى فلماذا لا يحدث هذا معنا ؟؟؟؟
أقول لك أخي الحبيب معذرة ولكنك لا تصوم....
ستقول باستغراب شديد 'كيف وأنا أتوقف عن الأكل والشرب من الفجر إلى المغرب كما أنني أتجنب المعاصي بقدر الإمكان في هذه الفترة '
اقرأ أولا كلام العالم الجليل ابن الجوزي عن الصيام لتتأكد أنك لا تصوم .....الإمام ابن الجوزي رحمه الله قسم الصيام إلى ثلاثة أنواع :-
النوع الأول صوم العوام :
وهو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب. وهذا فقط ما يفعله أما جوارحه فلا تصوم عن معصية الله عز وجل, فعينه لم تتوقف عن متابعة الأفلام والمسلسلات والمناظر المحرمة, وأذنه لم تتوقف عن سماع الأغاني وقدمه لم تتوقف عن الذهاب إلى المقاهي والخيم الرمضانية وبعد هذا يتساءل لماذا لم أحقق التقوى من الصيام ؟؟؟
النوع الثاني صوم الخواص :
وهو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب والامتناع أيضا عن معصية الله عز وجل طوال اليوم وهذا النوع يحقق لك التقوى المنشودة وللأسف الشديد لا يحسنه الكثير من الشباب إلا من رحم الله تعالى .
هل تيقنت الآن أخي انك لم تكن تصوم الصيام الصحيح ؟
فاستحضر هذا النوع من الصيام في ذهنك ونحن على ابواب العشر الاواخر من رمضان وأخلص النية في تحقيقه لكي تخرج من رمضان وأنت شخص مختلف تماما
'مهلا.. مهلا.. أين النوع الثالث من الصيام هل نسيته..؟ '
أكاد أسمع هذا التساؤل يخرج من فمك متلهفا..
حسنا أخي الحبيب أنا لم أنسه ولكن أنت الذي طلبته فهل تستطيع أن تحققه ؟؟؟ سنرى.....
النوع الثالث صوم خواص الخواص:
وهو أن يصوم القلب عما سوى الله عز وجل فلا يفكر إلا في الله ولا يتعلق قلبه إلا بالله فحتى المعصية لا تخطر على باله من الأساس وهو أمر جدير بالسعي إليه ومحاولة تحقيقه ولو ليوم أو لبضعة أيام فأعانكم الله ووفقكم.
ربي اتمم علينا رمضان بما تحب وترضا واحسن اعمالنا واجعلنا من عبادك الصالحين اللهم امين