أثبتت دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية في عددها هذا الشهر، أن الأحماض الدهنية المتوافرة في البيض والزبدة وزيت السمك، تقلل خطر اصابة الأطفال الرضع باضطرابات في الوظائف الدماغية. فقد وجد الباحثون أن اطعام الرضع الأحماض الدهنية طويلة السلسلة ومتعددة غير الإشباع خلال أول شهرين من حياتهم تقلل فرص اصابتهم باضطراب الحركات العام الذي يدل على طبيعة الوظيفة الدماغية للطفل، مشيرين الى أن الأطفال الذين لم يتغذوا على هذه الأحماض أصيبوا بتلك الاضطرابات بنسبة أعلى من المجموعة التي تغذت عليها ومجموعة الرضاعة الطبيعية، حيث أظهر الأطفال الذين رضعوا من أمهاتهم حركات طبيعية أكثر من المجموعات الأخرى. وأوضح الأطباء أن نوعية الحركات العامة المعقدة التي تشمل الرأس والجذع والأطراف من ذراعين وأرجل، تمثل تقنية دقيقة لتقييم الوظيفة الدماغية عند الأطفال الرضع، وقد بدت هذه الحركات ووظائف المخ طبيعية جدا بين الأطفال الذين رضعوا من أمهاتهم ومن تغذوا على الأحماض الدهنية المذكورة.
ولفت العلماء الى أن أهم الدهون الضرورية للأطفال هي الأحماض الدهنية طويلة السلسلة ومتعددة غير الإشباع التي تضم حمض DHA المستخلص من زيت السمك، وحمض آراكيدونيك المستخلص من الزبدة والبيض. وقال الباحثون أن عدم اعطاء الأطفال هذه الأطعمة يحرمهم من التمتع بوظائف دماغية سليمة، لذا فمن الأفضل إطعام الرضع البيض النيء، ولكن بعد التأكد من سلامته وخلوه من بكتيريا السالمونيلا وغيرها من الميكروبات المسببة للتسمم الغذائي، مشيرين الى دراسة حديثة أكدت أن بإمكان الرضع تحمل 40 بيضة أسبوعيا.
وشدد الخبراء على أن حليب الأم هو أفضل غذاء للأطفال الصغار، ولكن يمكن اضافة ملليلتر واحد من زيت السمك لكل عشرة باوندات من وزن الطفل لضمان حصوله على الدهنيات الضرورية لنموه الذهني، مؤكدين ضرورة التأكد من سلامة هذا الزيت ونظافته من الزئبق والسموم الأخرى.