موضوع: جـ’ـوآل المرـأهـ المييتَـﮧ ≈ قصـﮧ وآقع’ـيـﮧ و مرع’ـبـﮧ !! الأربعاء مارس 21, 2012 9:40 pm
جـ’ـوآل المرـأهـ المييتَـﮧ ≈ قصـﮧ وآقع’ـيـﮧ و مرع’ـبـﮧ !!
البداية :
قنوعا انا دوما .. بسيطا في حياتي ولذلك انا محسود وسعيد .. لم يهبني وطني وظيفة فقررت انا انسى وطني واسعى لمحأۈلهْ العيش .. فگُرٍت ثم قدرت .. ثم توكلت واعلنت افتتاح محلي الخاص لبيع الجوالات او بالاصح الهواتف حتى اصبح اكثر جزالة .. محلي لم يكن يتعد الـ 4 امتار طولا ومثلها عرضا .. كنت اتعيش من البيع والشراء على طبقة الكادحين ( الملحطين ) مثلي .. من بين كل هؤلاء كان يتردد علي الموظف بجمعية الهلال الاحمر ( علي ) مرارا .. كم هو حقير هذا العلي .. يستغل عمله كسائق في اسعاف المصابين لسرقة مايجد في موقع الحادث .. يقسم انه احيانا حين يصل لموقع الحادث يتفرغ للبحث عن محفظة او هاتف جوال ملقى قبل وصول احد لانه يرى ان لم يسرق هذه الاشياء هو فسيظفر بها لص اخر ... كنت العنه كثيرا لطريقته هذه .. ولكني اعود واقول الله يرزقك ياعلي الحرامي خصوصا حينما اشتري منه جوالا سرقه وابيعه بفائدة كبيرة .. نعم هكذا هي الحياة .. متضادات .. في ليلة الثلاثاء تلك اشتريت من علي هاتفا جوالا كالعادة .. الفرق انه هذه المرة قال انه لسيدة وجدوها ميتة في موقع الحادث .. وابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول ووجدت بجانب الجوال شنطة يد كانت تحوي مبلغا كبيرا وورقة مزقت من تقويم سنوي وكانت تحمل تاريخ يوم الثلاثاء قبل 14 عاما تماما .. والمدهش انه اقسم ان تلك الورقة كانت كالجديدة رغم مرور كل تلك الاعوام .. وصارحني بأن عبارة صغيرة كانت مكتوبة اسفل تلك الورقة .. كانت حكمة عُاَدّيَےّة كالتي تملأ أوراق التقويم حاليا .. وكانت تقول " راس الحكمة مخافة الله "
قاطع حديثنا دخول احد الزبائن للمحل .. مما جعل اللص علي ( يسارعني ) بطلب المبلغ وانصرف بعدها .. وصار جوال تلك الميتة في طأۈلهْ العرض الخاصة بمحلي ..
آلسـآ۶ــهْ 11 مساء .. اقفلت محلي .. وكعادتي كلما اشتريت جوالا جديدا اصطحبه معي للمنزل .. استمتع على فراشي بقراءة الرسائل النصية التي يتركها عادة اصحابها عند البيع او الرغبة بتبديل جوالاتهم القديمة ... فأنا أستمتع بقراءة مايتناقله الناس بينهم .. نكات .. رسائل حب .. طرائف ..
انتهيت من تناول عشائي تلك الليلة .. تمددت على فراشي .. تذكرت ذلك الجوال .. جوال الميتة ... ترى ؟؟ قبل موتها ماذا ارسلت ؟؟ ماذا استقبلت ؟؟ اسئلة كثير عصفت بي ..
انتزعت الهاتف وضغطت زر التشغيل .. وفتحت صندوق الرسائل الواردة .. كان خاليا الا من رسالة واحدة غريبة .. كانت رسالة تحوي عبارة واحدة ..
لن تصلي للبيت ..
ورقم المرسل كان موجودا ..
حقيقة اصابني الرعب .. توقيت هذه الرسالة يوم موت هذه المرأة .. هل الامر فيه شبهة جنائية ؟؟ هل اغتيلت ؟؟
ظللت افگُرٍ كثيرا .. اعدت التقليب كثيرا في ذلك الهاتف .. وبينما انا ابحث وجدت رسالة في صندوق الحفظ الخاص بالرسائل .. كانت من ذات الرقم .. ولكنها كانت قديمة قليلا .. وكانت عبارة عن دعوة لحضور مراسم زواج ووضح مكان القاعة وموقعها في المدينة ..
الحقيقة كان الموقع الموضح بالرسالة بعيدا قليلا وكان خارج المدينة .. وبالتحديد في احدى ضواحي مدينة الخرج جنوب الرياض ..
قررت في اليوم التالي ان استشير شخصا اثق كثيرا برأيه .. لكبر سنـَﮧ وحكمته .. قال لي لاتحاول المغامرة بأخطار الجهات الامنية فربما لفقت لك تهم منها سرقة محتويات المرأة الميتة .. وربما أيضا جعلوا منك قاتلها ..
نعم صحيح .. كيف فاتتني هذه .. ربما اتهموني انا .. لماذا اذن لاابحث انا عن حل لهذا اللغز .. وفعلا انطلقت انا واحد الاصدقاء .. ولم اخبره بالحقيقة .. فقط قلت له سأذهب للتحقق من موقع احد الاسترَإحَات التي سيقام فيها مناسبة قريبا لاحد الاقارب .. كان ذلك الصديق عاطلا .. ورافقني بدون تردد .. فقط كان يريد مني ان اشتري له علبة سجاير .. كثمن لمرافقتي ولو حتى لولاية تكساس ..
وصلت الى مدينة الخرج .. تجاوزت اطراف المدينة .. ثم بدأ الرعب يدب فيني .. المنطقة المرادة عبارة عن مزاره واحراش قديمة .. لااثر لحياة هنا .. تقدمنا كثيرا .. احسست ان صديقي بدأ يدب فيه الخوف كثيرا .. ثم بدأ يمازحني بخوف قائلا : من المجنون الذي سيقيم زواجا هنا .. هل العروسة جنية ؟؟
لم يكد ينهي تلك العبارة الا ودوى صوت تكسر الزجاج الخلفي لتك السيارة التي كنا نستقلها .. توقفت تلقائيا .. اصابنا الرعب .. كانت هناك شجرة قد وقعت على السيارة بشكل غامض .. ازحناها وواصلنا السير .. وجدت لافتة كتب عليها بحروف ممسوحة الاسم الذي ورد على تلك الرسالة .. لكن .. كانت تلك المزرعة خاوية .. مهجورة .. لاحياة فيها ..
وماهي الا ثواني الا وصديقي يشدني للنظر الى موقع بعيد داخل تلك المزرعة .. كانت هناك نار تشتعل في مجموعة من النخل .. ثم تنطفي وتعود للاشتعال في مجموعة اخرى وتنطفي وهكذا ..
ذكرنا الله كثيرا .. خرجنا بسرعة من الموقع .. وصادفنا بعد مسافة مجموعة من العمال يجلسون داخل احدى المزارع نزلت اليهم تاركا صديقي سألتهم عن تلك المزرعة قالوا كل مايعرفونه عنها انها فيها بيت من الطين كبير يقال انه مسكون .. وانها مهجورة منذ 14 عاما ..
وصاحبها اختفى في ظروف غامضة ..
لم اصدق هذه الحكايات .. فالناس تتناقل كل ماهو مثير .. ومخيف .. ولكن .. الغريب انهم قالوا انها مهجورة منذ 14 عاما .. الا يتوافق الزمن هذا مع قصاصة التقويم التي ذكر ذلك ( اللص علي ) انه وجدها تحمل تاريخا قديما منذ 14 عاما ايضا ؟؟ هل هي مجرد مصادفة ؟؟
عدت لسيارتي وانا اضحك كثيرا .. متذكرا تلك الحلقة من ذلك المسلس المحلي طاش ماطاش .. و ...................
صاعقة هوت علي فجأة ..
صديقي لم يعد موجودا في السيارة !!
يتبع ..................... الضياع والحيرة :
لم أكد ألتقط أنفاسي ألا والصدمة تطالعني .. باب السيارة من جهة الراكب مفتوحة ولا أثر لصديقي .. كل شي كان كما هو عليه جواله ... علبة سجائرة داخل السيارة .. ولكن لا أثر له .. أستجمعت قواي وقررت النظر حول المكان .. تساءلت هل ذهب ليقضي حاجته ؟؟ رفعت صوتي أنادي .. ناصر .. ناصر ولا مجيب ....
ركبت سيارتي وبدأت أدور في دوائر حول المنطقة ولا جديد .. أبتعدت ببحثي قليلا عن المنطقة ..
ثم !!
أدركت وقتها كم كنت غبيا أنا ... لماذا لم أراقب الاثار بجانب السيارة .. خصوصا أن الارض كانت طينية يبقى الاثر عليها واضحا .. عدت الى مكاني السابق ... ووجدت الاثر .. ولكنه أثر واضح لسحب شخص بالقوة وحمله .. كانت الاثار عميقة ومتناثرة مما يدل على الحمل الثقيل الذي تركه صاحب الاثر .. ويتضح أنه كانت توجد مقاومة وقتها .. تتبعت الأثر ولكنه أنتهى حول بئر قديم مهجور ..
هل يعقل ؟؟
صديقي في البئر ؟؟
ماهذا الجنون ؟؟
تأملت حولي من جديد .. ظلام يلفني .. تذكرت أنني وحيدا في هذه المنطقة ..
أنتابتني حالة غريبة ... رعب شديد ..
هربت بشدة الى السيارة .. أنطلقت بسرعة خرافية من حيث أتيت .. كنت أبكي بشدة .. صديقي أين هو ؟؟ أنا السبب .. اللعنة على ذلك الجوال وصاحبته وعلى سارقه ..
نعم سأذهب للجهات الامنية .. أنها مهمتهم .. ولكن .. لو وجدوا صديقي مقتولا .. من سيتهمون ..؟؟
بكيت بشدة وخالط بكائي نوع من النياح وعدت للرياض من جديد وذهبت للبحث عن ذلك اللص علي .. ولكن .... كيف أبحث عنه ؟؟ كل مااعرفه انه منتسب لجمعية الهلال الاحمر فقط .. لااعرف من اسمه الا علي ... اللعنة عليه ...
هل حلت بنا لعنات الموتى ؟؟ سرق تلك المرأة ولم يراعي كرامة الموت ورهبته ..
أحسست لفترة وكأن الزمن توقف .. بالامس كنت شخصا يعيش حياة طبيعية .. والان انا اعيش دوامة من القلق والغموض ..
مالذي صار مقدرا لي ..؟؟ صديقي لااعلم هل لازال حيا أم ميتا ؟؟ أهله يعلمون تماما أنه كان برفقتي .. مالذي بيدي لأفعله ؟؟
صرت تائها وسط تلك المدينة الكبيرة .. قررت أن أذهب الى بيت صديقي .. والده رجل طيب .. وأمام مسجد .. ربما يقدر ماسأقوله .. سيعلم أن هذه الاحداث لها علاقة بظواهر الجن .. نعم أقسم أنها كذلك ..
وماهي الا دقائق وانا اطرق باب منزل صديقي .. لم يصلني رد ... واصلت الطرق .. ولكن لامجيب ... وواضح جدا من الهدوء أن المنزل خاوي ..
عدت لسيارتي والقيت بجسدي على مقعد السيارة .. عادت حالة البكاء للسيطرة علي من جديد .. أغمضت عيني وقررت الانتظار أمام منزل صديقي .. عدت بالذاكرة الى وقت ليس ببعيد .. صديقي المختفي ناصر .. كان رفيقي منذ الصغر .. شخص طبيعي .. هادئ وانطوائي نوعا ما .. أنهى دراسته الثانوية ثم قبع بعدها في المنزل .. كان شخصا حماسيا ولكن البطالة خلقت فيه روحا أنهزامية غريبة .. كان يتפـٍـدَثْ عن أمنياته بالهجرة الى الخارج .. كان يحب كثيرا القراءة .. خصوصا الكتب الكبيرة .. ينفق كثيرا على شرائها .. كان من المتفوقين .. وهاهو الان شخص عاق .. منحرف .. حتى والدته كثيرا ماكنت تدعو عليه بالهلاك .. كان شخصا عنيدا ويكره ان يوجهه احد الى شي .. حتى والده كان كثيرا مايقول انا لست براضي عليگُ .. وكان .....
ماهذا ؟؟ شخص بقترب من سيارتي وبسير بهدوء .. كان الشارع شبه مظلم .. والرجل يقترب من سيارتي .. ثم .. توقف أمامي مباشرة .. ومد يده ... نظرت الى وجهه وبادرني بالسؤال ... من أنت ؟؟ كان والد صديقي .. ولكن لااعلم لماذا لم استطع تمييز وجهه .. نظر الى كثيرا ... ثم قال : عبدالرحمن !! أين ناصر ؟؟ هل هو بالداخل ؟
ترددت كثيرا ولاحظ هو هذا التردد الذي كان يملأني ثم قال :ابني ناصر مالذي פـٍـدَثْ له ؟؟ وأين هو ؟؟ قلت له : أريد أن أجلس معك أرجوك ... كلام كثير سأقوله لك !! لاحظ بكائي وحالتي المرثية وطلب مني النزول .. لم ندخل لمنزله بل توجهنا الى المسجد .. هناك بديت أروي قصتي لوالد ناصر .. كان مشدودا ومهتما لقصتي .. وضح عليه التأثر وبكى عندما وصلت لقصة أختفاء أبنه .. كان يريد قول شي .. ولكنه كان يتردد .. تغيرت ملامح وجهه .. صرخ فيني : أين ذلك الجوال ؟؟ كان كمن أنتزعني من حالة عجيبة .. قلت : في منزلي .. ركبت معه في سيارته وأنطلقنا لمنزلي .. تناولت ذلك الجوال وعدت للسيارة وناولته لوالد ناصر .. نظر فيه .. تلى بعض الاذكار ... فتح صندوق الرسائل .. وياللمفاجأة .... كان خاويا تماما !! قلب صندوق حفظ الرسائل فطالعته تلك الرسالة التي كانت توضح مكان الدعوة .. كانت مذيلة برقم ... رقم يوضح المرسل .. تناول هاتفه وأتصل بذلك الرقم ... وبدأ الجرس يرن .... ويرن ... ولكن دون أجابة .... أعاد الاتصال أكثر من مرة دون أي أجابة ... ألتفت لي وقال : هل أنت محافظ على الصلاة ؟؟ صدمني بذلك السؤال ... قلت نعم .. قال : وأين الذي باع لك الجوال ؟؟ قلت : أتقصد علي اللص ؟؟ قال : نعم .. قلت : انا لااعرفه شخصيا كل مااعرفه انه يعمل بقطاع الاسعاف ... قال هل تملك رقم جواله ؟؟ سؤاله هذا كان صدمة بالنسبة لي .. طوال تلك الفترة التي كان يتردد فيها ذلك اللص علي على محلي لم يحصل يوما أن طلبت رقمه أو سألته حتى عن سكنه أو .... قاطعني والد ناصر : ليش ماترد ؟؟ قلت : لا مااعرف رقمه .. أنطلقنا الى مركز ادارة الهلال الاحمر .. والد ناصر كان أمام لأحد مساجد المدينة المعروفة وكان رجلا وجيها ومعروفا لكثير من أعيان المدينة .. أجرى بعض الاتصالات .. ثم دخلنا الى مبنى إلإدإرـہ .. صعدنا الى مكتب احد الموظفين .. صافحه والد ناصر .. تهامسا قليلا ثم أخذنا الى غرفة تحوي بعض اجهزة الحاسوب .. سألني عن مااذا كنت اعرف السائق علي المذكور .. قلت اعرفه فقط بشگلـَہ .. ثم قال لي الموظف دعك من الشكل .. هل تميزه من صوته ؟؟ قلت اكيد .
قلب بعض البيانات على الحاسوب .. أجرى أتصالا بشخص ثم طلب منه مكالمتي .. פـٍـدَثْني الشاب قليلا ثم سألني الموظف هل هذا صوته ؟؟ قلت لا .. اغلق الهاتف وكرر الامر مع 3 اخرين گلـَہم كنت لاول مرة اسمع نبرات صوتهم .. نعم .. ذلك اللص علي كانت له نبرة حادة مميزة يمكنني تمييزها من بين الالاف ..
أحسست ان الموظف بدأ عليه الضيق ثم سألني ... علي هذا صف لي شگلـَہ .. بدأت أعطيه المواصفات تباعا .. كانت عليه علامات الدهشة .. قال : هذه المواصفات لم تمر علي أبدا وأنا أعرف كل السائقين القدامى والجدد ..
بدأ القلق يسري بداخلي .. ثم قلت : أنا لدي الحل .... مااسم السائق الذي باشر يوم امس حادثا ماتت فيه سيدة ... قلب ذلك الموظف قليلا من بعض بياناته ثم قال مندهشا ... لم تخرج أي سيارة أسعاف من مركزنا لحادثة كانت فيها وفاة سيدة منذ اكثر من 6 ايام !!
أصابتني نوبة غريبة .. كنت أشعر ببرود يملأ أطرافي ... هل علي هذا كاذب ؟؟ هل هو سائق اسعاف فعلا ؟؟ هل له وجود أصلا ؟؟
قطع حبل هذه الاسئلة صوت والد ناصر وهو يردد على الموظف : هل أنت متأكد ؟؟ كان الموظف يهز رأسه تأكيدا مما يقول ..
كنت ارى الحيرة والخوف ترتسم على وجه والد ناصر .. ثم ألتفت الي وقال : تعال معاي ... ركبنا السيارة وأنطلقنا ... قرر والد ناصر أن نعود الى ذلك المكان الذي اختفى فيه ناصر ...
قطعنا الطريق بسرعة ... وصلنا الى مشارف تلك المزارع ... وصلنا لتلك المزرعة التي حذرني فيها العمال من ذلك المنزل والمزرعة المهجورين ...
كان والد ناصر يلهج بالذكر سرا .. توقفنا قليلا .. قلت له هنا عدت من هذه المزرعة ولم أجد ناصر .. رأينا تلك الاثار .. تتبعناها من جديد الى ذلك اليئر القديم .. كانت رائحة عفنة تفوح منه ..
تجاوزناه قليلا لنبحث خلفه .. لنرى ارضا فضاء كانت تعلوها بعض الاحجار الصغيرة المرتكزة افقيا ... مما يوضح انها كانت مقبرة قديمة ..
لااعلم لماذا طار خيالي بعيدا الى حالات السحر التي يعالج فيها المصابون بفك السحر وغالبا مايكون السحر مدفون في مثل هذه المقبرة القديمة ... حيث تعترف تلك الشياطين بمكان السحر .
جذبني والد ناصر .. وقال : انت متاكد ان ناصر كان هنا ؟؟ تغيرت ملامح وجهه وصارت غاضبة وهو يهزني ويصرخ : انت مجنون ؟؟ انت تستخدم شي من هالبلاوي ؟؟ وواصل صراخه ودفعه لي ..
انسكبت الدموع من جديد في عيوني ...
تركته وعدت الى السيارة .. كنت منهكا واحس بانني ساقع ارضا لفرط التعب ...
عاد والد ناصر الى قيادة السيارة .. كان كمن بدأ يكتشف شيئا يعلمه أو يخاف منه .. وصلنا الى تلك المزرعة المهجورة ... سألني والد ناصر : هل يعقل ان هذا المكان المذكور في الرسالة ؟؟ قلت : نعم ..
نزل بقوة وكأن المكان لايخيفه ... وقف على باب المزرعة .... شاهد نلك الحرائق التي كانت تنطفي وتعود في مواقع مختلفة ... كان يشاهدها وكأنه يعرفها تماما ...
قرأ الكثير من الاذكار ... ثم فجأة سقط ... سقط على مقدمة السيارة وبكى بصوت مرتفع ... كان يبكي بحرارة ... لم اقاطع بكاءه ابدا ... ارتفع صوته اكثر .. ثم التفت الي ووجهه مغرقا بالدموع ... وقال لي : انا السبب !! انا السبب !!
ازدادت دهشتي لكني لم اقاطعه ... رددها مرارا : انا السبب !!
انا ياعبد الرحمن كنت في هذا المكان قبل 14 سنـَﮧ ... وناصر ليس ابني ... ناصر لقد وجدناه هنا .. وربيته انا .. ابوه هو صاحب هذه المزرعة .. عاش معتزلا الناس ويقال انه تزوج بجنية .. وناصر ابني كان نتاج زواجهما .. وجدوه هنا وعمره 3 سنوات .. انا هربت من هذه المناطق الى الرياض حتى اتجنب هذه الذكرى .. لقد عادوا بعد 14 سنـَﮧ .. لقد ... قاطع حديثه رنين جواله داخل السيارة .. التقط والد ناصر هاتفه بسرعة .. كان الرقم المتصل هو ذلك الرقم الموجود في جوال المرأة الميتة .. هو نفسه الذي كان يرسل اليها الرسائل .. وهو نفس الذي ارسل الدعوة الخاصة بهذا الموقع المهجور .. وهو ذاته الرقم الذي حاول والد ناصر الاتصال به ولكن لم يكن يجيب .. هاهو الان يتصل بنا هو .. ضغط والد ناصر على زر الرد بسرعة .. كان متلهفا .. سأل من المتפـٍـدَثْ ؟؟ ثم ظل صامتا وكأنه يسمع شيئا مخيفا ..
سألته مالذي פـٍـدَثْ ؟ لم يجيب ... بدا شاردا مما قاله ذلك المتصل ...
التقطت منه الهاتف بسرعة ..
وسمعت صوت المتפـٍـدَثْ .. كان صوته واضحا جدا .. صوت لايمكن أن أخطيه أبدا ..
أنه صوت اللص .. سارق الاموات .. انه سائق الاسعاف .. علي !!
يتبع ............. الكتاب الملعون :
نعم أنه اللص علي ... أقسم بذلك .. أذناي لم تخطي .. هو صوته الذي استطيع تمييزه من بين الالاف الاصوات ..
صرخت في المتصل : علي .. علي .. لم يجيب .. زاد انفعالي وانا اصرخ : علي .. اعلم انه انت .. فقط اخبرني ماذا يحصل !!
كان صدى صوتي فقط يتردد في الهاتف .. كان واضحا انه يتهرب من الاجابة .. اغلقت الهاتف بعدما يئست ان يجيبني ذلك السارق ..
نظرت الى وجه والد ناصر .. كان شاردا .. لم يكن ينظر لي .. كان ينظر تارة الى داخل ذلك البيت المرعب الذي يتوسط المزرعة المهجورة .. واخرى الى الطريق الذي جئنا منه ..
ثم نظر الي نظرة مرعبة وقال : اتبعني .. ترددت قليلا .. ثم لحقت به كان الرجل يتجه نحو مدخل تلك المزرعة المهجورة ... وكانت خطواته متسارعة .. كان اشبه بمن يعلم الى اين يسير .. وماذا يريد .. حارت الاسئلة بداخلي ..
وتوقفت قليلا ... سألت نفسي سؤالا بدا لي غريبا ... اذا كان ناصر صديقي والذي كنا فيه لسنوات طويلة معا اصدقاء تنقلب كل الامور حوله لاكتشف انه لم يكن بشريا .. ثم اللص علي الذي كان يزورني بأستمرار في محلي لم يكن كذلك ايضا .. فهل يعقل ان يكون ابو ناصر ايضا منهم ..؟؟ نعم ربما ... تصرفاته غريبة ومخيفة .. ولكن !! ولكنه امام مسجد .. رجل فيه كثير من الخير ... كان يقرأ الاذكار أمامي أو هكذا بدأ لي ... ورجل ... قطع حبل افكاري انتباهي لبوابة المزرعة التي فتحت وتجاوزها والد ناصر وانا لاازال افگُرٍ هنا ؟؟ سارعت في خطواتي لكي الحق بوالد ناصر .. تجاوزت الباب واتجهت صوب ذلك البيت المخيف .. ولكن .... توقفت تلقائيا ... اين ذهب والد ناصر ؟؟ هل سبقني بكل هذه الامتار ؟؟ لقد كان قبلي بقليل ... لايلام الرجل فما راه الليلة لم يكن بالشي البسيط .. استعجلت الخطى نحو ذلك المنزل .. كان لساني يلهج بالذكر .. بدأت بالاقتراب من ذلك المنزل المرعب .. ثم توقفت قليلا وبديت انادي : ابو ناصر .... ابو ناصر ...... لم يصلني أي رد .. بدأت من جديد ارتعد ... وعاد شبح الخوف يسيطر علي وانا اتساءل ؟؟ هل فقدته هو ايضا ؟؟ وصلت لذلك المنزل .. كان منظره كئيبا ومرعبا .. وكان واضحا انه ظل بدون عناية لسنين طويلة .. كانت الناحية التي وصلت لها تحوي نافذتين مغلقة بأحكام .. بدأت بالدوران حول ذلك المنزل ... باحثا عن باب الدخول .. كنت اتساءل وادعو ان اجد والد ناصر بالداخل .. بدأت بالدوران اكثر حول المنزل ... ولكن !! ياللغرابة !!
ذلك المنزل المهجور لم يكن له باب !! نعم .. كل جدران البيت كانت تحتوي على نوافذ !!
ماهذا ؟؟ أي بناء هذا ؟؟ أي لغز اراه امامي ؟؟
كيف لانسان ان يبني مثل هذا المبنى ؟؟ أو بالاصح هل هو مبنى أنشأه انسان ؟؟
قاطع تساؤلي صوت بدى لي كأنين شخص ... كان هناك خلف بعض الاشجار ... كان الصوت واضحا .. شخص يئن ويتألم ... هل هو والد ناصر ؟؟
ترى هل أصابه مكروه ؟؟ ناديت بصوت متحشرج وخائف : ابو ناصر .. ابو ناصر ؟
لم يرد .... تقدمت قليلا ... وصلت الى خلف تلك الاشجار .. لم أرى شيئا .. تعجبت ... اين مصدر ذلك الصوت ؟ أدرت ظهري وابتعدت قليلا واذا بالنار تنتشر بسرعة في تلك الاشجار .. بطريقة مخيفة ..
لم اكد المح تلك النيران الا واطلقت ساقاي للريح .. هربت بشدة .. كنت ألتفت لأرى تلك النار وهي تبتلع تلك الاشجار .. ولكن ... ماهذا ؟؟ مالذي يפـٍـدَثْ ؟
كانت الاشجار كما هي ... تتمايل بهدوء .. ولااثر لتلك النار ..
جن جنوني ... لم اعد افگُرٍ بشي الا الخروج من هذا المكان .. وصلت الى سيارة والد ناصر .. كانت السيارة لاتزال كما تركناها والمحرك يعمل ... ركبت السيارة .. وانطلقت .. انطلقت وانا لم اعد افگُرٍ سوى بشي واحد ... شي واحد لاغيره ... لقد اصابتني اللعنة ... نعم لعنة الاموات ......
###
خرجت من تلك المنطقة بسرعة .. اتجهت صوب الطريق المؤدي الى العاصمة الرياض .... بحر من الاسئلة تعصف في رأسي ... مالذي يפـٍـدَثْ ؟؟ أي مصير بات مكتوب لي ؟؟ أسترجعت شريط حياتي البائس والمرير .. كانت محأۈلهْ مني لشحذ أي نقطة او فعلة قد ارتكبتها طوال عمَريـﮯَ حتى تتحول حياتي الى هذا الجزء من الخوف.. كانت الاسئلة لاتتوقف .. والبحث عن الاجابات يزداد ..
الان ... نعم هذه اللحظـہہ .. من أنا ؟؟ ماذا يפـٍـدَثْ لي ؟؟ خلال ساعات فقدت صديقي .. ثم لم أكد أكتشف حقيقته هو وذلك اللص ... ألا وأفقد والده ....
بدوت أكثر شرودا والسيارة تقطع الطريق بسرعة جنونية خلقها الخوف .. كنت مازلت أتساءل وأحلل .. من هم الذين قال والد ناصر أنهم عادوا ؟؟ كيف عادوا ؟؟ وأين كانوا حتى يعودون ؟؟ نعم قال عادوا بعد 14 سنـَﮧ ؟؟ ماسر هذا الرقم الذي يتكرر منذ بداية هذه الاحداث ؟؟
بدأ صداع رهيب يطغى على وسط رأسي ..
ثم ..... لاحظت شي غريب ... هناك سيارة تتبعني ... كانت سيارة الشرطة ... كان قائدها يطلب مني بوضوح التوقف ... لم يكن بنيتي التوقف .. ولكنه كان يلح علي بالتوقف .. أستسلمت لهذا الامر .. أبطيت من سرعة السيارة .. توقفت جانبا ... لم أتحرك من مكاني ... كنت أراقب في المرأة الداخلية تحركات ذلك الشرطي ... ترجل من سيارته تاركا صديقه .. كنت اراقبهم بوضوح يخالطه شك .. واصل السير نحوي ... كان حذرا جدا ...
أخفض رأسه قليلا ... وقال لي : مساء الخير ... لاحظ شحوبي وخوفي فواصل متسائلا .... هل كنت تحاول الطيران ؟؟ أنت تجاوزت السرعة المسموحة بفارق كبير ...
لم أجب وأكتفيت بالتحديق فيه ... طلب مني أوراق ثبوتيات التحقق من شخصيتي ومن السيارة ..
كان هذا الطلب بمثابة الصاعقة التي هوت علي ... السيارة وملكيتها تعود لوالد ناصر ... والرجل الان في عداد المفقودين ... وسيارتي تقف عند منزله ...
أخ ... كيف تناسيت هذا الامر ؟؟ هذه الورطة التي تناسيتها ... أنا الان أقود سيارة رجل ربما يكون ميت الان ... وموته سيكون متوافق مع وقت قيادتي لهذه السيارة ...
قاطع تساؤلتي رجل الشرطة بقوله ... ألا تفهم ماقلت ...
خطرت ببالي فگُرٍة معينة .. فأستطردت قائلا : أنا في طريقي الى الرياض قادما من الخرج .. كان لدينا حالة وفاة لاحد الاقارب .. وانا الان في طريقي الى الرياض لاحضار بقية ذوي المتوفي .. وهم لايعلمون بوفاة ذويهم وانا المكلف باحضارهم وهذه السيارة هي لاحد الجيران في الحي ... و ...
شعرت بتعاطف ذلك الشرطي نحوي وهو يقاطعني قائلا : انتظر دقيقة فقط ....
كان من الواضح انه ذهب ليتأكد عبر جهازه اللاسلكي من احتمالية كون السيارة مسروقة .. مضت 7 دقائق عاد بعدها ذلك الشرطي ... كان متعجلا قليلا ... أبتسم لي أبتسامة صفراء ... وواساني ببعض العبارات ثم قال لي : تستطيع الذهاب .. ولكن كن حذرا ... أنطلقت فورا ... وبدون توقف ...
وفي الجانب الاخر ... عاد الشرطي الى سيارته .... همس الى صديقه الذي يقود سيارة الشرطة وقال : أتبعه ولاتجعله يغيب عن نظرك ولكن بدون أن يشعر بنا ... سأله زميله بأستغراب : لماذا مالذي حصل ... رد وقال : ذلك الشاب لديه سر غريب ... فهيئته كانت مريبة ... وحالته مزرية .. والغريب والغامض .. أن السيارة التي يقودها ليست مسجلة أصلا بسجلات المرور ... ولاوجود لها في أي جهاز حكومي ..!!
####
كنت أنا أجوب شوارع العاصمة متجها الى صديقي المسن ... نعم ... أبا سعيد هو الحل ... وأبا سعيد رجل كبير وقور .. عاش حياته مكافحا ... تناسى نفسه حتى بدأ يرى أن قطار الزواج فاته وأصبح عجوزا عليه ... عندما رأني أبا سعيد ... أحتضنني ... كان يقول أنني أبنه ... بكيت بين أحضانه بحرارة ... حكيت له القصة ... بدأ غير مصدق ... ولكنه كان يجاملني كثيرا ...
قال لي : أنني مخطئ بتركي والد ناصر هناك ...
طلب مني أن نتجه نحو بيت والد ناصر عل الاجابات وحل هذه الاسرار تبدأ من هناك .. ... وماهي الا دقائق ونحن نطرق باب منزل والد ناصر .. كانت سيارتي تقف امام المنزل تماما كما تركناها انا ووالد ناصر .. أتتني الاجابة سريعة هذه المرة بعكس سابقتها ... كانت والدة ناصر ... طلبنا منها فتح الباب ... ووقفنا خلفه .. نظرت الى أبا سعيد ونظر لي ... وأشار لي بعينه في دلالة لدفعي الى بداية الحديث .. بادرت والدة ناصر بالحديث ... قلت : ياأم ناصر ... أنتي تعلمين مقدار حبي لناصر ووالده .. ولكن ... بدأ القلق عليها ... قالت : والد ناصر هل حصل له شي ؟؟ تبادلنا أنا وأبا سعيد النظرات .. لماذا لم تتساءل عن ناصر ؟؟ هل لأنها تعلم شيئا عنه ... قاطعت تساؤلاتي بقولها : عبدالرحمن أصدقني القول !! أين والد ناصر ... لم أكن أكترث هذه المرة لها أو لما قد يصيبها .. وربما مامريت به هذه الليلة قد خلق فيني هذا الشعور ... بدأت أسرد عليها القصة ... كانت تنتحب ... كانت دموعها تختلط بحرارة مع نياحها ... ثم قالت : كان يعلم أنهم لن يتركوه ... حاولوا حرقه ... بيتنا السابق أشعلوا فيه النيران أكثر من 20 مرة ... كان الله يحفظنا في كل مرة ..
كانت والدة ناصر تتפـٍـدَثْ كمن كانت تنتظروقوع مثل هذا الشي ... أستوقفتها قائلا : أم ناصر .. قالت بعصيبة : أنا لست أمه ... هو السبب ... هو من دمر حياتنا ... هو وذلك الكتاب .. أنهم يريدون الكتاب ... ماذنب ذلك المسكين زوجي ... وعادت للبكاء من جديد ...
نظر الي أبا سعيد كثيرا ثم قال : أي كتاب ياام ناصر ؟؟ كانت ماتزال تبكيےّ .. ثم توقفت فجأة وعادت للصراخ : قلت لك اني لست امه ..
كرر أبا سعيد سؤاله بعصيبة مخيفة هذه المرة ... أي كتاب ياام ناصر ؟؟
لم تجب علينا ... بل تحولت من البكاء الى الضحك ... كانت تضحك بهستيرية ... كانت ضحكاتها مخيفة ... ثم سقطت ... سقطت مغشية ... وبدون مقدمات ...
#####
" أنها مسحورة أو مصابة بمس شيطاني " ... هكذا بادرنا الشيخ سلمان الذي حكينا له قصة والدة ناصر ... الشيخ سلمان رجل معروف بالرقية الشرعية ... كان يستمع لقصتنا بأهتمام بالغ ... قرر أن يكلف زوجنه بمرافقته لمتابعة حالة أم ناصر ... نصف ساعة ثم كنا في منزل والد ناصر .. الشيخ سلمان هو وزوجته كانا قد بدأ الاعداد للقراءة على ام ناصر .. كنا نستمع من خارج تلك الغرفة الى ضحكات وحديث طويل وصراخ .. مضت ساعة خرج علينا فيها الشيخ سلمان ... قال : مايسكنها هو روح خبيثة ترفض الخروج ... وزاد بقوله : أن مايسكنها قال أنها جاء لجسدها الليلة من أجل شي واحد .. أزدادت دهشتي وتساءلت كيف يسكنها روح خبيثة وهي امرأة متحصنة .. مؤمنة ومصلية و .. قاطعني الشيخ سلمان : الغضب ياعبدالرحمن أنه من ( مداخل الجن ) __________________________________________________ ___________ ( مداخل الجن ) : حقيقة .. كلام الشيخ سلمان حقيقي فالجن عندما يوكل من ساحر بسكن انسان فأنه ينتظر اللحظـہہ المناسبة للسكن داخله .. فمثلا ينتظر لحظـہہ غفلة كسماع غناء او ممارسة معصية ايا كانت .. او أمرأة عارية ولم تسمي .. أو أمرأة تتزين في الحمام أعزكم الله ولم تذكر اسم الله .. وأذكر خصوصا الفتيات من مرتادات الزواج والحفلات حيث يجتمع التبرج والغناء والغفلة .. أو الخوف الشديد ... أو الغضب وهذا اكثر الحالات .. علما أن أحد الجن ذكر لأحد المشايخ أثناء جلسة رقية أن أصعب خطوة في حياة الجن هي وقت السكن حيث أنها تستغرق فترة ليست عُاَدّيَےّة .. وأن الانسان لو ذكر الله وقت احدى مرَإحَل السكن هذه فأن الجني يحترق .. هذا والله أعلم ... __________________________________________________ ____________
عاد الشيخ سلمان للحديث معي .. وصدمني بطلب هذا الجني ... قال لي : أنه يشترط للخروج أن تعطوهم الكتاب وتخرجوا منه السكين ... كان الامر غامضا وبدا غير مفهوم ... تعجبنا انا وابا سعيد وقلنا : أي كتاب ... قال أنه يقول أنك ياعبدالرحمن كنت الليلة في المقبرة التي بجانب المزرعة المذكورة .. والكتاب دفنه ابو ناصر قبل 14 سنـَﮧ هناك .. أبحثوا عنه هناك وأتركوه في تلك المزرعة المهجورة وسينتهي كل شي .... نعم سينتهي كل شي ...
ساد صمت طويل بعد مقولة الشيخ ..
أحسست أن الشيخ سلمان كان مترددا في قول شي ... قلت له ياشيخ : ماالامر ؟؟ قال : امر غريب .. قلت : اي امر ياشيخ ؟؟ تردد قليلا ثم قال : طلبهم كان غريب ... أنهم يطلبون كتابا حرم على الانسان قراءته ... كتاب خبيث .... كتاب ملعون ... يحتوي على طلاسم وعبارات سحر وشعوذة باللغة السيرالية ... لها معاني شرك ويستخدم في تحضير الجن والسحر ... والمعروف انه له العديد من الكتب التي تشرح الطلاسم ومعناها ... وهو كتاب ضخم من ثلاث مجلدات .. وقد قالوا انهم لديهم النسختين ... ويريدون النسخة الثالثة التي دفنها والد ناصر في نلك المقبرة ... وعليگُ ياعبدالرحمن ان تذهب وحيدا لانهاء مايريدون .. هناك في تلك المقبرة ...
توقف الشيخ سلمان قليلا وعيناه بدت دامعتين ... ثم قال : ياعبدالرحمن ... لااخفيك سرا ... أنهم يريدون هذا الكتاب ... كتاب .....
" ( شمس المعارف )" .... والعياذ بالله ... __________________________________________________ ____________ ( شمس المعارف ) : كل ماورد اعلاه في كلام الشيخ حقيقي .. فهذا الكتاب هو من تأليف احمد بن علي البوني وهو كتاب يحوي طلاسم ورموز تتمكن من عقل الانسان وتوقعه بحبائل السحر والجن ولايمكن الخلاص منها .. يكثر هذا الكتاب مؤخرا في اليمن .. وأعرف أناسا سخروا الجن من خلاله وهم الان يعملون بعلاج الناس أي فك السحر بالسحر . ويلزمك لتحضير الجن ان تكون على قدرة للحكم بينهم تماما كشيخ قبيلة .. وسينفذون لك كل ماتريد ولكنك تكون وقعت في الكفر ودخلت دوامة الشيطان .. واستغل الكثير مؤخرا شهرة هذا الكتاب فتجد في السوق من اصدر كتاب مشابة من اجل الربح المادي ولكنه يختلف كثيرا .. اضافة الى انه يجب التفريق بينه وبين كتاب شمس المعرفة الكبرى ... فالاخير يختص بمكنونات دينية على حسب ماقرأت وسمعت .. لذلك ... انصح الاخوة بالبتعاد عن مثل هذة الكتب لأنها علم لا ينفع بل له الضرر الكبير وبعض المواقع على الانترنت تعرض بعض من صفحاته .. فحذاري من الوقوع عليها ... وحماكم الله تعالى .... __________________________________________________ _____________
يتبع ............................... الختام المقطع الاول : رحلة العودة !!
كتاب " شمس المعارف " !! كتاب ملعون .. دفنه والد ناصر قبل 14 سنـَﮧ .. في نفس المقبرة التي كنت فيها الليلة .. هكذا كان يردد الشيخ سلمان هذه العبارات على مسامعي ..
كنت انا شاردا بتفكيري بعيدا ... بعيدا ... هناك حيث المقبرة .. وحيث البئر المهجور ... الذي انتهت اثار اختفاء ناصر حوله .. ذلك البئر الكئيب الملئ بتلك الرائحة المنتنة ..
كنت كمن يتقاتل مع عقله .. اتساءل .. كيف سأجد ذلك الكتاب في تلك المقبرة ؟؟ كيف لشاب مثلي أن يظل يحفر ويبحث بين تلك الحفر .. ياترى أي مصيبة قد تنتظرني هناك ؟؟ هل حان الدور علي الان ؟؟ هل ستكون هذه الليلة هي اخر ليلة أشهدها ؟؟ اااااااااه ... ماأطول هذه الليلة !!
نعم ؟؟؟ كيف فاتتني هذه ؟؟ لماذا هذه الليلة طويلة ؟؟ الساعة الان تشير الى آلسـآ۶ــهْ الواحدة صباحا ... شي عجيب فعلا يפـٍـدَثْ ... كل هذه الاحداث مرت ببطء وكأن عقارب آلسـآ۶ــهْ متوقفة ...
" تذكر جيدا ياعبدالرحمن " ... أنتشلتني تلك العبارة من تفكيري والشيخ سلمان يرددها بحذر .. تذكر ياعبدالرحمن لاتنسى ذكر الله ... وخذ هذه الزجاجة معك .. كانت زجاجة ماء عُاَدّيَےّة لونه صافي وبها قطع لم اعرفها .. قال لي الشيخ سلمان انها رقية وأستخدامها فيه الخير ٱڼ ڜـٱء ٱڶڶـﮧ ..
كانت دموع ابا سعيد تنهمر .. كان يرثو لحالي .. قرر ان يرافقني لتلك الرحلة .. رحلة العودة الى تلك الاماكن المهجورة ... لكن الشيخ سلمان عارض ذلك وبقوة .. قال : عليگُ العودة وحيدا ياعبدالرحمن .. هم يريدونك وحيدا لتنهي المهمة وتذهب .. وقد حذرني ذلك الشيطان الذي يسكن والدة ناصر من خطورة ان يرافقك احد .. وأقسموا ان يقتلوها ان خالفت اوامرهم ..
بدأت الدموع تتساقط من عيني الشيخ سلمان .. كان يردد هذه التحذيرات وهو يعتصر ألما .. يعلم ماقد يمكن ان يفعله هؤلاء الخلق .. نعم خلقهم الله ووهبهم من القدارت مالايدركه عقل الانسان .. انهم يستطيعون التشكل والتحول .. يمكن لهم أن يتقمصوا هيئة الانسان كما جاء في الرجل الذي كان يتردد على أبو هريرة .. وهيئة الحيوان .. وربما كانوا على شكل شجرة او صخرة . __________________________________________________ __ حقيقة __________________________________________________ __
كان الشيخ سلمان يحاول مواساتي والتخفيف علي ... ثم التفت ابا سعيد الى الشيخ سلمان وقال : سأرافقه .. ودار بينهما جدال ... فالشيخ سلمان كان حتما يعلم أشياء نجهلها نحن .. يعلم ماسيפـٍـدَثْ لمن يرافقني .. لذلك حتما سأذهب وحدي .. نعم ... " سأذهب لوحدي " .. قاطعت جدالهم بهذه العبارة ..
تركتهم وهم ينظرون لي .. مندهشين .. ومتعاطفين .. كانوا فقط يدعون .. ويرجون الله أن تنتهي هذه الحادثة بخير ...
#####
غادرت منزل والد ناصر .. أتجهت صوب سيارتي .. كانت كما تركتها انا وابو ناصر قبل اتجاهنا لتلك المنطقة واختفاءه .. ادرت المحرك .. كان كل شي فيها كما هو .. حتى ذلك الجوال الخاص بتلك الميتة كان كما هو .. أنطلقت بسرعة .. تجاوزت تلك الشوارع المزدحمة وأتجهت الى الطريق السريع المؤدي الى تلك المنطقة .. وصلت بداية تلك الطريق المهجورة .. كانت هناك سيارة تتبعني من بعيد .. كانت بعيدة بدرجة لم تمكنني من معرفة هويتها .. الحقيقة تلك السيارة رغم انها كانت تتبعني الا اني كنت اشعر بالطمأنينة أكثر .. كيف لا ... وهناك على الاقل من يرافقني في هذه المنطقة المهجورة .. كنت أقترب من تلك المزرعة المهجورة .. وتساءلت : هل أتوقف للبحث عند تلك المقبرة ؟؟ أم أواصل حتى تلك المزرعة المهجورة علني أجد ماقد يساعدني هناك .. وبينما أنا غارق في هذه الاختيارات والتساؤلات ... פـٍـدَثْت مفاجأة من العيار الثقيل ... كان هاتف تلك الميتة يطلق نغمة أرعبتني ... نغمة معروفة لكل مستخدمي الجوالات عامة .. نغمة تعلن عن تلقي رسالة ... نعم رسالة نصية ...
أوقفت السيارة فورا بحركة لاارادية ... لم ألمس ذلك الجوال وهو يردد تلك النغمة .. فقط كنت أتساءل ... كيف يعمل هذا الجوال ؟؟ تلك القطعة النحاسية التي توضع بداخله ليتدفق وينبض فيه الارسال غير موجودة .. أي سحر هذا ؟؟ مزيج من الخوف والتردد والفضول كانت تمتزج بداخلي ... وكانت النصرة للأخير .. نعم الفضول .. ألتقطت الجهاز .. وفتحته .. وصدق ظني .. كانت رسالة نصية .. رسالة كانت تنظر القراءة .. وكانت من رقم واحد .. رقم معروف جدا .. أنه اللص .. علي .. سائق الاسعاف ..
#######
كانت الرسالة غامضة .. فقط كانت تحوي عبارة واحدة ورقمين .. كانت الرسالة تقول .. " المقبرة 14 " !! أندهشت كثيرا ... مالذي تعنيه هذه الرسالة ؟؟ كان يساورني شك أن مرسل هذه الرسالة هو من يطلب الكتاب .. ورسالته هذه كانت مساعدة منه لي .. كانت أشبه بالمفتاح .. ولكن ؟؟ أين القفل ؟؟ نعم أين القفل حتى يمكنني أستخدام هذا الحل .. المقبرة تلك كبيرة .. كيف سأجد ذلك الكتاب ؟؟ كانت تساؤلاتي تلك تبدو بلا نهاية .. صرت أشعر وكأن أطرافي بلا حراك .. وكأنها ترفض الاستمرار في هذا الرعب .. الان فقط عرفت أن تلك المعلومة التي قرأتها في تلك المجلة صحيحة .. المعلومة كانت تقول : أنه كلما أزداد المرء حيرة وغموض صار أقرب الى الشلل النصفي ____________________________________________ حقيقة علمية____________________________________________ أقسم أنني أشعر وكأنني مشلول تماما .. كنت ماازال اسير ... تجاوزت تلك المقبرة .. لااعلم لماذا كنت اتعمد تجاوزها .. كنت امني نفسي بالذهاب الى تلك المزرعة المهجورة على أمل أن أجد والد ناصر .. أو ناصر .. أو حتى اللص علي .. رغم صعوبة الموقف عند مواجهتهم الا انني افضل صحبة احدهم على البقاء وحيدا هكذا .. عدت للنظر حولي ... أترقب تلك المزرعة من بعيد .. ثم ... ماهذا ؟؟
غير معقول !! كانت الاضاءة الخاصة بالوقود مضيئة .. وأضاءتها كانت تعلن قرب نفاذ الوقود من سيارتي .. كيف يפـٍـدَثْ ذلك ؟؟ لقد تزودت قبل وصولي الى هذه المنطقة بالوقود .. كيف يפـٍـدَثْ هذا ؟؟ واصلت السير حتى توقفت تماما أمام تلك المزرعة المهجورة .. كانت تماما كما هي .. البوابة الرئيسية مفتوحة .. ترددت كثيرا في الدخول .. في تلك اللحظـہہ كانت هناك رائحة وقود واضحة .. كانت قوية جدا .. بدأت بالدوران حول سيارتي .. وفعلا .. وجدت ماكنت أخشاه .. شخص ما عبث بخزان الوقود .. كان مثقوبا .. شخص ما تعمد ذلك .. شخص كان قد تعمد أن يثقب الخزان بطريقة ذكية .. طريقة تضمن عدم خروجي من هنا .... على الاقل .....
########### المقطع الثاني : بين القبور !!
كان الشيخ سلمان يتبادل نظرات القلق مع ابا سعيد .. ابا سعيد كان رجل يجيد قراءة تعابير وجه من امامه .. كان يستشعر أمرا ما من تصرفات الشيخ سلمان .. كان يشعر بأن الشيخ سلمان يخفي أمرا ما .. قطع الصمت بينهما طرقات زوجة الشيخ سلمان لباب الصالة كتعبير لنداء زوجها .. كانت تتهامس والشيخ سلمان بصوت خفيف .. لم يكن ابا سعيد يستطيع تمييز أي شي من هذا الكلام .. كل ماكان يجول بخاطره وقتها .. أن الشيخ سلمان يخفي أمرا ما ... أمرا مجهول عن الجميع .. مضت دقائق ... ثم عاد الشيخ سلمان ... كان يرى القلق البادي على وجه ابا سعيد .. بدى الشيخ سلمان مرتبكا على غير عادته المعروفة بالهدوء .. كان ابا سعيد يطيل النظر في الشيخ سلمان .. مما جعل الشيخ السلمان يعاجل بقوله : أبا سعيد لدينا مشگلـَہ .. أجاب ابا سعيد بحذر ... أي مشگلـَہ ؟؟ أستطرد الشيخ : أم ناصر تعاني من نوبات شيطانية وعلاجها يتطلب أن نحصن الغرف ومحيطها وأسقفها بالحناء المذكور عليه اسم الله _______________________________________________ حقيقة .. بعض الجن يهوى العبث تماما كما يهواه بعض الناس .. فهو يسكن المريض حتى اذا ماذهب المريض الى شيخ أو راقي فسرعان مايهرب اذا احس بخطورة القراءة .. وهنا يختلف ذكاء وقوة وحنكة القراء وخبراتهم .. فيتم وضع حناء ممزوج بماء مرقي ويتم تلطيخ اجزاء من الجدران والاسقف وزوايا المكان حتى تصبح كالسجن لذلك الشيطان .. ومن رحمة الله ان الشيطان لايستطيع الهرب من هذه الحيلة .. ________________________________________________
تعجب ابا سعيد قليلا ثم قال : توكل على الله أذن .. ثم أنصرف الشيخ تاركا ابا سعيد في تلك الغرفة واغلق الباب بهدوء وراءه ... ظل ابا سعيد قرابة الـ 20 دقيقة ينتظر .. الغريب هو الهدوء الذي كان يلف المنزل .. كان يتوقع أن يسمع صرخات أو ضحكات كالتي سمعها وقت القراءة .. ولكن لااثر لكل ذلك .. بدأ القلق يتسلل الى نفس ابا سعيد .. فبدأ ينادي ياشيخ سلمان ... ياشيخ سلمان .. لم يجيبه أحد .. كرر النداء .. ولكن مامن مجيب .. اتجه ابا سعيد الى باب الغرفة ليستطلع الخبر ... ولكن ... كانت هناك مفاجأة ... الباب كان مغلقا من الخارج ... والشيخ سلمان تعمد حبس ابا سعيد ... لماذا ؟؟؟
###############
بدأ القلق يدب في كل أنحاء جسمي ... أصبحت عليقا في هذا المكان .. سيارتي بلا وقود ... ماذا سأفعل الان ؟؟ كررت النظر الى ذلك المنزل المهجور .. كان كما هو ... مخيفا .. كئيبا ... والغريب ان صوت الانين الذي سمعته سابقا لازال يتكرر بصوت خافت .. لااعلم مصدره .. كان وكأنه ينتشر في الفضاء .. تراجعت وقررت العودة الى المقبرة .. نعم هناك مفتاح كل الاسرار ... يجب ان ابحث عن ذلك الكتاب مهما كلف الثمن .. أنطلقت أركض .. كانت سيارتي وقتها قد فرغت تماما من الوقود .. سأقطع كل تلك المسافة أجري .. لايهم سأجري ... وأنطلقت بسرعة لم أتذكر أنني عدوت بمثلها من قبل .. كان الخوف هو الوقود الاول لي .. واصلت حتى بدت تظهر لي تلك المقبرة .. كانت كما هي ساكنة .. كان ذلك البئر يتوسطها كأم تحتضن طفل رضيع .. كان بينهما تناسق غريب وعجيب .. وصلت الى المقبرة تماما .. توقفت لحظـہہ .. لااعلم لماذا توقفت ؟؟ هل كنت أريد ألتقاط أنفاسي ؟؟ أم أن حالة التردد بدأت تعود من جديد ... كانت فگُرٍة تعطل سيارتي وصعوبة الخروج من هذا المكان .. أضافة الى امنيتي بالعثور على صديقي ناصر ووالده تدفعاني دفعا الى تلك القبور .. كنت اسير بين تلك القبور كالضائع .. مئات من القبور ... كيف لي أن أبحث بداخلها ؟؟ كان الامر محيرا .. بل ومحيرا جدا ... بدأت أقلب بيدي التراب حول بعض القبور علي أجد مايمكنني الاستدلال به .. بدأ التعب يعتليني ... واصلت بحثي .. وجدت نفسي أنساق الى ذلك البئر ... نظرت فيه .. كانت المياه راكدة .. وتصدر منها رائحة كريهة ... لم يكن هناك أي شي واضح حول هذا البئر .. أحسست بالتعب .. ألقيت بجسمي على الارض ... كنت أعيد شريط بداية الاحداث .. وكيف بدأت تلك الامور .. أمور قديمة يجمع الكل على أنها قبل 14 سنـَﮧ مضت .. كيف لي أن ..... نعم ... صحيح ... كيف نسيت تلك الرسالة ... رسالة اللص علي .. كانت تقول : " المقبرة 14 " أنا الان في المقبرة كما طلب ... ولكن ماذا يقصد بـ 14 ؟؟؟ كررت النظر الى المقبرة .. لم أجد مايمكن أن يسوقني الى الرقم 14 .. أعدت النظر الى البئر .. هو كذلك لم يكن يرشدني لشي ... أحسست بالضياع .. تقدمت قليلا .. فخطرت لي فگُرٍة ... سأبدأ بعد القبور .. لماذا لااختار العد من احدى الجهات ..؟؟ فربما توصلت لحل .. كانت المقبرة ذات شكل دائري .. مما يصعب عليگُ اختيار جهة كبداية للعد .. ثم خطرت لي الفگُرٍة ... البئر هو الحل ... صعدت على حافته .. بدأت أراقب المكان .. كنت أرى هناك في طرف المقبرة صخرة كبيرة .. غريبة .. كيف لم أشاهدها من قبل ؟؟ نزلت بسرعة ... كنت أتنقل بين القبور حتى وصلت اليها .. كانت تحتل ركنا واضحا من المقبرة .. والاغرب كانت القبور التي تبدأ من تحتها تصطف بشكل غريب .. وكأنها قطار متتالي .. كانت تختلف عن القبور الاخرى لمن ينظر اليها من هذه الجهة فقط .. كانت وكأنها صنعت لهدف ما ... تركت التفكير في كل الاجابات .. وبدأت العد ... 1 2 3 ..... حتى وصلت الى الرقم 14 كان قبرا عُاَدّيَےّا كسابقيه .. تأملته .. كانت عليه نقوش غير واضحة .. كانت مكتوبة على رأس القبر .. بدأت أحاول جاهدا بيدي أن أنظف تلك النقوش حتى أستطيع فهمها .. كنت أفرك بشدة .. ثم ... أحسست بشي غريب ... شي أشبه بالزلزال .. كانت الارض تتحرك من تحتي ... أبتعدت .. كان ذلك القبر ينهار جزءه العلوي تماما .. سقط الى الاسفل تاركا سحابة صغيرة من التراب تتطاير .. بقيت متجمدا لحظات .. حتى عاد الهدوء الى المكان .. ثم تقدمت بهدوء .. كنت أرى ذلك القبر بوضوح .. سطحه العلوي لم يعد موجودا .. تقدمت أكثر ... حتى وصلت حافة القبر ... وكانت تنتظرني مفاجأة قلبت الموازين تماما .. ذلك القبر ... لم يكن قبرا عُاَدّيَےّا ... بل كان يحتوي على سلم .. نعم سلم خشبي قديم يقود الى أسفل .. وكان واضحا أنه بات لزاما علي أن أنزل .. وكان واضحا أنني أسير في الطريق الصحيح .. نعم الطريق الذي أجهل نهايته .. ومع كل هذا ... بدأت في النزول ... النزول الى الجحيم ... والى الضياع ...
#############
المقطع الثالث : الكتاب والسكين !!
كانت سيارة الشرطة تقطع تلك الطريق بتباطئ ... كان قائدها قلقا بعكس زميله الذي كان يغوص في تفكير عميق .. كان كمن يخشى شي .. أو فوات شي .. قاطع هذا الصمت السائق وهو يخاطب زميله : أتمنى أن أعرف مالذي يجعلنا نطارد هذا الشاب الى العاصمة ثم ألى هنا ؟ كان زميله صامتا وغير مبال بتساؤلاه .. فواصل السائق قائلا : هل تعتقد أنه ساحر ؟ هذه الاماكن موحشة ومرعبة ؟ ماذا سيفعل فيها .. ثم أنك تقول أن سيارته غير مسجلة ..
لم يكن يحصل ذلك السائق على اجابات .. فصرخ بشدة .. لماذا لاترد على أسئلتي .. كان زميله مايزال صامتا ويفگُرٍ بشرود .. وفجأة توقف السائق بالسيارة وصرخ في زميله : لماذا تتجاهلني هل تريد أرعابي ؟؟ هل لأن رتبتك أعلى مني ستجعلني كالخادم معك ؟؟ لن نواصل مطاردة ذلك الشاب وسأعود بالسيارة الان الى .... لم يكد ينهي جملته الاخيرة حتى تفاجأ بزميله يخرج مسدسه ويطلق عليه النار .. نعم .. أطلق رصاصتين أستقرت في رأس السائق المسكين .. لم يكن منظر سائق سيارة الشرطة وهو غارق في دمائه قد هز أي شي بداخل زميله .. بل ترجل من مقعده .. وأزاح جثة ذلك المسكين عن مقعد السائق .. ثم قذف به في الطريق ... وأعتلى مقود السيارة .. وهو يقول : هكذا أصبحت أنعم بالهدوء .. ياله من ثرثار أبله .. وأنطلق .. أنطلق قاصدا تلك المزرعة المهجورة .. تماما حيث كانت سيارة عبدالرحمن تقف .. وحتما كان يريد شيئا ما ... شيئا غامضا ..
##############
كان ذلك السلم يبدو بلا نهاية .. أو هكذا الظلام جعلني أشعر .. كانت هناك بالاسفل .. نقطة ضوء صغيرة .. مما يعني وجود شيئا ما هناك ... واصلت نزولي بسرعة .. كان الفضول بدأ يقتلني .. نزلت بسرعة ... وبدأ ذلك الضوء يوضح .. وصلت الى الارض .. ووجدت شي غريب .. كان هناك نفق .. بدأ أنه سيوصلني الى مكان ما .. كان ذلك المكان مضاء بشئ غريب .. كانت هناك السنـَﮧ لهب .. السنـَﮧ متعلقة في الهواء .. تماما كتلك التي كانت تشتعل في الاشجار وتختفي .. كنت اشق طريقي بسرعة .. كنت اعدو بسرعة .. أحسست بطول ذلك الممر ..
اكثر ماكان يدفعني للمواصلة .. هو أمنيات بنهاية لهذه الاحداث ... كم أتمنى أن أعود لحياتي الطبيعية .. اللعنة على ذلك الكتاب .. متى ينتهي كل هذا ؟؟ أنتزعني من تساؤلاتي هذه مشاهدتي لسلم اخر أمامي .. كان شبيها تماما بذلك السلم السابق .. لم أتردد لحظـہہ في الصعود .. واصلت صعودي حتى وصلت الى قمته .. كانت نهاية القمة كباب يلزمني دفعه .. دفعته بحذر وهدوء .. لاح لي من خلاله وكأني وصلت الى غرفة ما .. كانت أضاءتها ضعيفة جدا .. رفعت جسدي وصعدت الى تلك الغرفة .. كانت خالية .. وبدأ لي صوت أنين عالي ... كان مصدره الغرفة المجاورة ... توقفت بحذر قليلا .. ثم أقتربت من أحدى النوافذ وحاولت أستشفاف مابالخارج .. وكانت صدمة مذهلة ... نعم مارأيته خارجا كان مذهل بحق ... لقد رأيت طرفا من سيارتي وسيارة والد ناصر خارجا .. وهذا لايعني سوى شي واحد .. نعم ... أنا الان في تلك المزرعة المهجورة .. وتحديدا .. في داخل ذلك البيت المهجور .. بدأ الرعب يأخذني أكثر فأكثر .. كان ذلك الصوت يزعجني .. صوت الأنين .. أخذت في الاقتراب من تلك الغرفة الجانبية بحذر ... أقتربت أكثر ... ثم وقفت أمام بابها ... ورأيت منظرا كان غاية في البشاعة .. كان رجلا كبيرا في السن .. ولكنه مقطوع الايدي والارجل .. وذا جسد نحيل ... كان يبتسم لي .. وكأنه يتوقع مجيئي .. والاغرب بجانبه تماما .. كانت هناك منضدة صغيرة .. وموضوع ع