موضوع: رد: طيف .. والبحر ... الثلاثاء فبراير 14, 2012 7:09 am
بآلامها إلا من يعانيها ......
وبعد مضي إحدى وسبعين ساعة فقط ...
كانت الأم مازالت مطرقة وكفيها تحملان رأسها الملئ بالأحزان والآلام سمعت صوتا نديا رقيقا :
طيف ..انهضي يابنتي..افتحي عينيك..أنت بخير..أحمد الله على سَلإمَتك ..
طيف ..انهضي..
رفعت الأم رأسها وكان الصوت المنبعث من الممرضة يوحي بانبثاق فجر الأمل الضائع ..
نهضت الأم بسرعة كمن لسعه شيء ما .. ووضعت يدها اليمنى على خد طيف واليسرى على رأسها وهي مكبة عليها غارقة في دموعها :
طيف ..افتحي عينيك..أنا أمك ياحبيبتيـے..
لم يصدر من الصغيرة سوى آهات ألم .. رفعت بعدها الممرضة الأكسجين عنها فظهرت شفتاها الصغيرتان مليئتان بالشقوق والشحوب ...
ثم قطبت جبينها القمري الصغير..تحرك رأسها قليلا...فنادت الأم :
ابنتي حبيبتيـے ..حاولي أن تتكلمي ..أن تفتحي عينيك ..
مر زمن طويل وأنت جسد حي ميت ...أعيدي لأمك الحياة يابنتي...
أرجوك ...لاتحرميني من الحياة...
وبعد مضي عشر دقائق انقشع الظلام وفتحت الصغيرة عيناها ثم أغمضتهما تماما كمن أصيب بخدر في جسمه وتدحرجت دمعتان من عينيها الصغيرتين فهوت الأم عليها تبكيےّ وتقبلها والتقطت شفتاها دمعها المالح...
نادت الممرضة الطبيب المختص وجرت نحو الهاتف :
ألو..والد طيف المستشفى معك..مبارك طيف زال عنها الخطر وهي الآن بحالة صحية جيدة ...و...
واقفل السماعة دون أن يسمع بقية الخبر فقد كان الموقف أكبر من أن يحتمله قلب أب حنون عاش كابوسا مرعبا بلغ في نظره دهورا...
وجرى نحو حلمه الجميل (طيف حياته) وقبلها وفي عينيه بقايا دموع ...
كان يحس أنفاس الثلوج على أطرافه وحرارة الجمر بين ضلوعه ....
وفجأة مر طيف لشيء ما خلف زجاجة نافذة الغرفة فنظر إليها الجميع مبتسمين ...
فلقد كان هذا الشيء سحابة لعلها بقية من ميراث فصل الشتاء.... تــــــــــــمــــت