موضوع: سيرة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأربعاء أكتوبر 10, 2012 6:30 am
السَلإمَ عَليـڪمَ اتمنى انكم بخير وجبتلكم موضوع في قمة الرووعة
رقية عليها السَلإمَ : وهي أصغر من زينب .
زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم من عتبة بن أبي لهب ، وزوج أختها أم كلثوم من عتيبة بن ابي لهب ، فلما نزلت سورة (تبت) قال لهما أبوهما أبو لهب ، و أمهما أم جميل حمالة الحطب : فارقا ابنتي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، ففارقهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما ، وهوانًا لابني أبي لهب ، فتزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه رقية بمكة . وعتبة بن أبي لهب دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتل ، وفي قصة مقتله آية من آيات الله تعالى ، وهي كالتالي : عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير قالا : (( كانت زينب بنت رسول اللهصلى الله عليه وسلم تزوجها عتبة بن أبي لهب فطلقها ، فلما أراد الخروج إلى الشام قال لآتين محمدا فلأوذينه فأتاه فقال : يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ثم قفل ورد على رسول الله ابنته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك ، وأبو طالب حاضر فوجم لها فقال ما كان أغناك عن دعوة ابن أخي ، ثم خرج إلى الشام فنزل منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال : أرض مسبع ، فقال أبو لهب :يا معشر قريش أعينوا بهذه الليلة فإني أخاف دعوة محمد فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله ، فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب فضربه حصول واحدة فخدشه فقال قتلني ، ومات ))[1] .
هاجرت رقية عليها السَلإمَ مع عثمان رضي الله عنه الهجرة الأولى إلى الحبشة ، وكان السَّبَب فِي ذَلِكَ (( أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأصْحَابِهِ لَمَّا رَأَى الْمُشْرِكِينَ يُؤْذُونَهُمْ ، ولا يَسْتَطِيع أَنْ يَكُفَّهُمْ عَنْهُمْ : " إِنَّ بِالْحَبَشَةِ مَلِكًا لا يُظْلَم عِنْده أَحَد ، فَلَوْ خَرَجْتُمْ إِلَيْهِ حَتَّى يَجْعَل اللَّه لَكُمْ فَرَجًا " ، فَكَانَ أَوَّل مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ عُثْمَان بْن عَفَّانِ وَمَعَهُ زَوْجَته رُقَيَّة بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم )).[2]
ولدت رقية في الحبشة لعثمان ولدًا اسمه عبدالله ، و كان عثمان يكنى به[4] ، فبلغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك ، فورم وجهه ومرض ومات ، وكان موته في جمادى الأولى في السنـَﮧ الرابعة من الهجرة و صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره ، ونزل أبوه عثمان رضي الله عنه في قبره كذلك ، وكانت وفاته بعد وفاة أمه رقية بسنتين .[5]
قال الحافظ في الفتح : وَأَمَّا كُنْيَته فَهُوَ الَّذِي اِسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الأَمْر , وَقَدْ نَقَلَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان عَنْ الزُّهْرِيّ أَنَّهُ كَانَ يُكَنَّى أَبَا عَبْد اللَّه بِابْنِهِ عَبْد اللَّه الَّذِي رَزَقَهُ مِنْ رُقَيَّة بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم , وَمَاتَ عَبْد اللَّه الْمَذْكُور صَغِيرًا وَلَهُ سِتّ سِنِينَ , وَحَكَى اِبْن سَعْد أَنَّ مَوْته كَانَ سَنَة أَرْبَع مِنْ الْهِجْرَة , وَمَاتَتْ أُمّه رُقَيَّة قَبْل ذَلِكَ سَنَة اِثْنَتَيْنِ وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة بَدْر.[6]
وَكَانَ عُثْمَان مِمَّنْ رَجَعَ مِنْ الْحَبَشَة ، فَهَاجَرَ مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ، وَمعه زَوْجَته رُقَيَّة بِنْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فهما قد هاجرا في سبيل الله تعالى هجرتين ، هجرة الحبشة وهجرة المدينة .
وفي السنـَﮧ الثانية من الهجرة مرضت رقية عليها السلام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد للخروج إلى بدر ، وأمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَان وَأُسَامَة بْن زَيْد بالبقاء لرعاية رُقَيَّة فِي مَرَضهَا ، فَمَاتَتْ رُقَيَّة عليها السَلإمَ حِين وَصَلَ زَيْد بْن حَارِثَة بِالْبِشَارَة .ِ[7] وقد روى الإمام البخاري رحمه الله من حديث ابن عمر أن النبيصلى الله عليه وسلم جعل لعثمان أجر من شهد بدر وسهمه لأنه إنما تغيب بأمره صلى الله عليه وسلم لتمريض السيدة رقية عليها السَلإمَ . ـ (( عن عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ مَوْهَبٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ ؟ فَقَالُوا : هَؤُلاءِ قُرَيْشٌ ، قَالَ : فَمَنْ الشَّيْخُ فِيهِمْ ؟ قَالُوا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ قَالَ ابْنُ عُمَرَ : تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ اذْهَبْ بِهَا الآنَ مَعَكَ ))[8] .