موضوع: لا تلهكم الدنيــا:$ الأحد مايو 20, 2012 7:07 am
لا تلهكم الدنيــا
( لا تلهكم الدنيا ) فالدنيا حلوة خضرة جَميلَۂ تزخرفت وتزينت وأصبحت كامرأة بغي ، فتنت وصدت الناس عن دينهم ، سار الناس في طلبها سيرا في طريق لا نهاية له ، وكأنهم في طلبهم ذلك يصيدون في الهواء. شهوات وأوهام وملذات في الدنيا گلـَہا خيال ، من خدعته الدنيا واغتر بها هو الجاهل بأم عينه ، نظر إلى الظاهر من الدنيا واقتصر عليه ، لكن ما وراء الستر أشد وأشد لكنه خفي عنه لجهله وقلة فهمه. لم يمض من الدنيا سوى الأحلام ، ولم يبقى منها كذلك إلا أحلام وأماني ، كنائم استيقظ وقد سار الركب ولم يجد شئ. تولد الناس على الدنيا أمة وراء أمة ، كبر الصغير وشاب الكبير وهرم، لكن ما الذي جناه من هذه الدنيا وما الذي جناه من الركض خلف دنيا زائلة وهو يرى بأم عينه أن من سبقه لم يظفر بشئ كالذي يطحن في الهواء. نعم ، قال الله تعالى :" ولاتنس نصيبك من الدنيا" وقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم :" فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" جمعت الآية والحديث بين مصالح ونعيم الدنيا والآخرة، ولا ينال ذلك إلا بتقوى الله ورضاه ، ومهما بلغ حرصك واهتمامك وكدك وشقاؤك في طلب الدنيا فإنك لن تنالها إلا بالإجمال في الطلب. فلا تغرنكم الدنيا فإنها لا محالة زائلة ، وانظر وتفكر في حالها وسرعة انقضائها وزوالها فإنها لا تدوم لذي لب عاقل ، بل غنها والله تنغص وتنكد العيش ومن ثم حسرة وندامة، وتفگُرٍ بإقبال الآخرة وما فيها من نعيم ورَإحَة أن أحسنا العمل بالحياة الدنيا. فالدنيا ليست بدار مقام ، بل دار ممر . الدنيا خداعة غرارة تذل من أغراها ، وتفقر من جمعها. وقيل : مثل طالب الدنيا ، مثل شارب البحر ، كلما ازداد شربا ، ازداد عطشا حتى يقتله. عرف الرسول المصطفى وصحابته الكرام قيمة وحقارة هذه الدنيا ، فنأوا عنها بعيدا ولم يولوها أي اهتمام ، فطرحوها وراء ظهورهم ، وخلت عقولهم وقلوبهم منها وزهدوا فيها أشد الزهد. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم :" مالي وللدنيا إنما أنا كراكب استظل تحت شجرة ثم رَإحَ وتركها "، صلى الله عليه واله وسلم :" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ". وقال الامام علي (عليه السسَلإمَ) : يا دنيا غري غيري ، قد طلقتك ثلاثا. فهنأ بذلك عيشهم وفازوا في الدنيا والآخرة ، فهنيئا لهم ذلك. ولنتأمل بعين واعية وقلب صاف وفگُرٍ خال من الشوائب بما بعد هذه الحياة الدنيا. إنها الجنـــــــــة.. نعيش بلا كدر وفي صفاء وفي لذات ، ونعيم مقيم دائم ، فيها ما تتمناه كل نفس ، بل فيها ما لاعين رأت ول اأذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. مهما تخيلت ، ومهما وصف لك الواصفون ،فإنك لا تستطيع تصور نعيم الجنة. فلنشتري الآخرة بالدنيا ، ونعمر دنيانا بالعمل الصالح الموصل لجنات النعيم.\ ولنكن من أبناء وطلاب الآخرة قبل فوات الأوان وقبل أن يقال فلان مات وعن الدنيا رحل.