يتفوق معدل إنتاج المساحات المزروعة أرزاً بمقدار 1.5 مرة على معدل إنتاج المساحات المزروعة حبوباً من أنواع أخرى. ويحتل الأرز المرتبة الأولى من بين الحبوب كمصدر للطاقة الحرارية تبعاً لاستخدام الأرض، إذ ينتج الهكتار الواحد من الأرز ما مقداره 38.1 كيلو جولاً حرارياً، ومصدره هو النشا المخزون في الحبوب. وكمصدر بروتين غذائي فإن الهكتار الواحد من الأرز الأبيض ينتج ما مقداره 0.18 طن بروتين. ومع أن نسبة البروتين في حبوب الأرز تقل عن مثيلاتها في حبوب القمح والشوفان، فإن القيمة الغذائية لبروتينات الأرز تعد أفضل من القيمة الغذائية لبروتينات الحبوب الأخرى، وذلك لأن بروتينات الأرز متوازنة، إذ تحتوي على نسبة أعلى من الأحماض الأمينية الأساسية مقارنة بمثيلاتها في الحبوب الأخرى. ومع هذا تفتقر الحبوب بما فيها حبوب الأرز إلى الأحماض الأمينية الأساسية بصورة عامة، وخصوصاً اللايسين الذي يوجد بكثرة في الحليب واللحوم والبيض والبقوليات. كما تعد حبوب الأرز مصدراً غنياً للنشا الذي يوجد في أندوسبرم الحبة بكمية كبيرة، وتتحرر الطاقة من النشا عندما يهضم النشا في القناة الهضمية لإنتاج الجلكوز الذي ينتقل إلى مجرى الدم فيما بعد. وينتج جرام واحد من النشا قدراً من الطاقة الحرارية يعادل 4 سعرات حرارية. والنشا كمصدر غذائي يعطي قيمة حرارية أقل من القيمة الحرارية التي يعطيها الدهن (جرام الدهن يعطي 9 سعرات حرارية). ولذلك تفضل الأغذية النشوية على الأغذية الدهنية كمصدر للطاقة إضافة إلى البروتينات والمعادن والفيتامينات المصاحبة للنشا في الأرز، والطاقة متطلب حيوي لكل كائن حي، ولكنها عندما لا تستهلك في النشاطات الطبيعية أو الفسيولوجية للجسم فإنها تبقى إما كنسيج دهني وإما في هيئة جليكوجين يخزن في الكبد ويسمى النشا الحيواني. وهذه المخازن ضرورية للجسم تتحرر الطاقة منها عند احتياج الجسم إليها، ولذلك لا ينبغي الإفراط في تناول وجبات الأرز الغنية بشحوم الحيوانات أو الزيوت ويكتفى بطهو الأرز في أقل كمية ممكنة من الزيت. ولتحسين القيمة الغذائية لوجبات الأرز خالية اللحوم فإنه يحبذ خلط الأرز مع البقوليات كالعدس والبسلة. حبوب ودقيق حبوب الأرز بعد حصادها تكون في صورة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، إذ تكون بنية اللون ومحاطة بأغلفة، وتجرى لها عمليات تصنيعية لجعلها صالحة للاستهلاك، ويتم ذلك في مطاحن الأرز. ويكون الناتج الرئيس من عملية الطحن هو الأندوسبرم، وهو الجزء الأبيض الذي يظهر من حبة الأرز بعد نزع أغلفتها وكشطها، ويسمى الأرز الأبيض أو الأرز المقشور أو الأرز الملمع. ويتم الإبقاء على أندوسبرم الأرز سليماً قدر الإمكان لأنه لا يطحن إلى دقيق، وبذلك فهو يختلف عن المنتجات المطحونة كدقيق القمح أو دقيق الحبوب الأخرى. أما دقيق الأرز فمن الممكن إنتاجه إلا أن أهميته قليلة مقارنة بحبوب الأرز البيضاء شبه الكاملة. وتوجد مرحلتان للطحن، الأولى هي نزع الأغلفة والنخالة والجنين بدون تعريض الأندوسبرم للكسر، والثانية هي التبييض. وقد يبدو الأرز الأبيض لامعاً وذلك لطلاء الطبقة الخارجية للحبة بمادة التلك «سليكات المغنيسيوم»، ولا يحبذ التلميع بهذه الطريقة لأنها تعتمد على استعمال مادة كيميائية قد تضر بصحة الإنسان . تصنيع وإعداد