الجزء الحادي عشر
في الساعة السابعه ... وبعد أن أكتمل توزيع شعاع الشمس ... ليغمر المدينه بأكملها بالنور وبالدفئ ...
أستيقظت تينا بنشاط وابتسامة واضحين في محياها ... أرتدت فستانا صيفيا باللون الزيتي بأكمام قصيرة ويصل لما تحت ركبتيها .. ينتشر فيه بعض الورود الصغيرة جدا باللون الأبيض... ثم أمسكت بحقيبتها الجلدية باللون البني وتضعها بشكل مائل على إحدى كتفيها لتتدلى مع جهتها الأخرى ... وصندلاناعما بنفس لون الحقيبة وتركت شعرها القصير بطبيعته الناعمه والمجعده في نهاياته ...
خرجت من المنزل لتسلك الطريق الموضح في البطاقة التي أعطتها لها جاكلين ... وصلت للمكان المحدد في البطاقة ثم نظرت إلى لوحته الكبيرة وقالت ...
تينا : هذه إذن إحدى فروع شركة "تونيري " لتدريب عارضي الأزياء ...
ابتسمت بفرح ثم دخلت من البوابة الرئيسية ... استوقفتها موظفة الأستقبال لتسألها عن وجهتها ...
تينا : إذا سمحت ... أنأ العارضة الجديدة ... لقد دعيت إلى هذا المكان للتدريب ...
موظفة الاستقبال با بتسامة : آه إذن انت الآنسة تينا ... أليس كذلك ؟
تينا باستغراب : كيف علمتي ؟
الموظفة : لقد تم التوصية عليك ثم إن شركتنا لا تقبل أي شخص ... وفي هذه الفترة أنت ربما تكونين العارضة المختارة بعد شهور من الترشيحات والتفكير
ابتسمت تينا بفرح وقالت : أشكرك ...
الموظفة : آنسة تينا ... اتبعيني وسأوصلك لمكان التدريب ...
تبعتها تينا حتى وصلوا لقسم كبير قد وضعت علية لافتة " ممنوع الدخول " ... أبعدت الموظفة هذه اللوحة لتسمح لتينا بالمرور من ورائها ثم قالت
الموظفه : آنستي ... أسلكي هذا الطريق وستجدين صالة كبير يوجد بها الرئيسة والمسؤوله عن تدريب العارضين ...
ابتسمت لها تينا وشكرتها ثم سلكت الطريق المظلم الطويل ... حتى وصلت لتلك الصالة التي اخبرتها بها ... كان فمها مشدوها عندما رأت تلك الحركة والكثير من الأشخاص متواجدين فيها ... رجال ونساء يتم تدريبهم على المشية الصحيحة للعارض وغيرها من الأمور التي لم تخطر على بالها ...
قطع عليها تفكيرها بصوت إحدى الفتيات وهي تقول لها ...
: هل من الممكن انك الآنسة تينا ؟
ألتفتت لها تينا وانحت لها بطريقة مرتبكة قليلا ثم قالت : مرحبا بك ... نعم أنا تينا ...
أليس : أهلا ... كنت أنتظر قدومك .. أنا الرئيسة والمسؤولة عن تدريب هؤلاء المتدربين ... أسمي أليس سررت برؤيتك
مدت يدها تينا وقامت بمصافحتها بابتسامتها المعهوده وهي تقول : أنا أيضا سررت بمعرفتك آنسة أليس ..
أليس : تعالي معي لأعرفك على الأقسام المتواجدة في مقر التدريب ...
\
/
\
كانت جودي تنظر لستيف بابتسامة وهو يتناول إفطاره ...
نظر لها ستيف فجاءة فأنزلت عينيها بخجل حتى قال : وأخيرا عرفت سر هذه النظرات ..!
صمتت جودي ولم تعقب عليه ... سمعته يضحك تلك الضحكة الجهورية التي توقظ كل من في المنزل ..!
جودي بقهر : هذا لأنك شخص أحمق ولا تفكر ... وإلا كنت قد عرفت سر هذه النظرات كما تقول منذ فترة ...!
ستيف : غروري لايسمح لي بالتفكير فيك ...
جودي : ماذا ....!؟
ابتسم ستيف : هذا ما كنت أقوله قبل ليلة البارحة ...
احمرت وجنتيها عندما تذكرت تلك الليلة التي اعترفت فيها بحبها لستيف ... حملت بعض الأطباق وهي تقول لإخفاء توترها ..: هذا يكفي وإلا ستتأخر عن عمي مايكل .. لاتنسى انه قد أمرك لتسوية بعض الأمور معه في العمل ..
ستيف بتململ : حسنا حسنا أعلم هذا ...
جودي بصرامه : إذا كنت تعلم هذا عليك الذهاب الآن ... وأنا أيضا علي الذهاب للجامعه حتى لا أتأخر ..
ستيف : يالسرعة الأيام ... هاقد مرت ثمانية أشهر منذ دراستك في تلك الجامعه التي لم تكوني تريدينها ..
ابتسمت جودي وقالت : ربما هي أفضل من جامعتي ... ستستهل علي إيجاد عمل بعد التخرج ..
نظر إليها ستيف وقال : ولماذا العمل ؟
نظرت إليه باستغراب ثم قالت : وهل تنوي أن تجعلني خادمة لك إلى الأبد ؟
ستيف با بتسامه : بالتأكيد لا ... ولكن لاحاجة لك للعمل إذا كنت ستتزوجينني ..!
سقط طبق من يديها على الأرض لينكسر ويحدث ذلك الصوت ...
أنحنت جودي لتجمع القطع المتناثرة وهي صامته ...نظر إليها ستيف وهو يحاول أن يمسك ضحكته ثم قال : ألهذه الدرجة كان كلامي قد صدمك ؟
قالت جودي بنبرة غريبه : أرجوك لاتأخذ القرارات بنفسك دون الرجوع إلى ...!
ستيف باستغراب : وهل يحتاج هذا الموضوع للتفكير ؟... إذا كان اثنان يحبان بعضهما فالزواج نهايتهما أليس كذلك ؟
جودي : ولماذا لاتكون نهايتهما الفراق ؟
ستيف وهي يتكئ على الكرسي ويقول بلا مبالاه : من يريد هذه النهاية الحزينه ؟
وقفت جودي بعد أن جمعت تلك القطع المتناثرة ثم قالت : لقد صارت الساعة الثامنه وأنت لم تذهب ..
ستيف بعجز : يبدو انك مصرة ..! ... لاخيار لدي سأذهب !!
\
/
\
دخلت جودي مبتى جامعتها وقد أعتادت على مساحتها الكبيرة ... بعد أخذ بعض الدروس ذهبت لتناول إفطارها ... قابلتها فرونيكا بابتسامتها الجميلة
فرونيكا : هل أنت .... الآنسة جودي ؟
جودي بابتسامة : أجل أنا هي جودي ... لم أتوقع ان أراك في هذا المكان ؟!...
فرونيكا : لم انتقل للدراسه إلى سوى من شهر ...
جودي : إذن لاعجب انني للتو قد لاحظتك ..
فرونيكا : هل تناولت إفطارك ؟
جودي : لم أفعل ... مارأيك بمشاركتي فيه ؟
فرونيكا : لابأس ولكن في المرة القادمة سيكون إفطارك على حسابي ..
ضحكت جودي وقالت : كما تريدين ..
جلست الإثنتان على إحدى الطاولات وبدأتا إفطارهما بهدوء حتى تكلمت جودي قائله
جودي : آنسة فرونيكا ... لماذا لم تنتقلي لهذه الجامعة إلا منذ شهر ... رغم انك من ذوي الطبقات العالية .. والسنة الدراسية على وشك ان تنتهي ؟
فرونيكا : أنت على حق ... لكنني قضيت حياتي كلها في ألمانيا لأن والدي طبيب مشهور وللتو انتقلنا إلى هنا بعد أن اكتمل المستشفى الذي قام والدي ببناءه ...
جودي : هكذا إذن ... وكيف تعرفتي على ديفيد ؟
ابتسمت فرونيكا بنعومة وقالت : في الحقيقة قصتي مضحكة شئ ما ... بمجرد رؤيته علمت انني قد وقعت في حبه ... اعترفت له مباشرة فأجابني انه لايهتم لهذه الأمور ... حزنت كثيرا ولكنني لم أستسلم ... استمريت بملاحقته حتى وقع في حبي ... بالرغم من انه يخجل كثيرا ولم يعترف مباشرة .. لكنني أعلم انه يحبني ..
صمتت جودي قليلا ثم قالت بعد تردد : آنسة فرونيكا ... لا أريد قول هذا ولكنني لا أكذب عليك ... ديفيد ودوك هم من ذلك النوع اللعوب ..
فرونيكا : أعلم هذا .. وأعلم ان الكثير من الفتيات يلاحقنه ... لكنني أخبرتك لن استسلم حتى لو تركني سأستمر على حبه ولن أتركه ..
ابتسمت لها جودي وقالت : إذا كان هذا هو مبدأك ... لن أحيدك عنه ..
فرونيكا : حان دوري لسؤالك .. ماعلاقتك بستيف ؟
خجلت جودي واكتست وجنتيها بعض الحمرة ثم قالت بارتياك : في الحقيقة ... أنا ... هو ... نـ ... نحب بعضنا
فرونيكا بفرح : حقا ؟..!.... يالسعادتي !!
جودي : ولكنني في نفس الوقت خادمته ..
فرونيكا : أعلم هذا اخبرني ديفيد
جودي باستغراب : تعلمين .. حسنا في الحقيقة ... أود أن أسألك عن رأيك في حبنا ؟
فرونيكا : أجمل حب ...! ...
جودي بتفاعل : ولكنني خادمته ..!...
فرونيكا : وماذا إذن ؟... الحب ياعزيزتي لايعرف خادمة أو أميرة ..!.. إذا كان هنالك حب فحاولي المحافظة عليه ما استطعتي ..
صمتت جودي ثم ابتسمت بعد تفكير : أنت محقه ...
فرونيكا : حينا دعينا من هذا ... مارأيك لو تذهبي معي إلى ديفيد ودوك ؟
جودي : ولكن ...
فرونيكا : لاتقلقي ياعزيزتي مادمتي حبيبة ستيف سيرحب الجميع بك ... أعدك بذلك
\
/
\
دخلت جودي مع فرونيكا ذلك المبنى الذي سبق وأن أتت إليه ... استقبلهما الجميع بابتسامة وفرح .. كان يجلس معهم فتاة أول مرة تراها جودي ..
جودي " وهاهم يستمرون بإحضار الفتيات إلى هذا المكان ...! "
دوك : أوه جودي ... أين ستيف عنك ؟
جودي : لقد ذهب إلى العمل
ضحك الجميع ثم قال ديفيد بهدوءه المعتاد : وهل يذهب إلى العمل عادة ؟
جودي : ليس دائما ولكن عمـ .. السيد مايكل يعطيه بعض المهام لينجزها ... ثم انني لا أعلم لماذا تحطون من عزيمته ... ! ومابه العمل ..؟!
دوك : نحن لانحط من عزيمته كما تقولين ياعزيزتي ... فجميعنا نعمل سواه ..!
جودي بخجل : حقا ؟... آسفة لم أقصد هذا
ديفيد : لا بأس انتي لاتعلمين هذا ..!
جودي " هذه أول مرة أجلس فيها معهم بعد ذلك اليوم ... يبدو انهم حقا لطفاء جدا "
دوك : ولكن حقا منذ زمن لم يكلفة احد بعمل ..! لماذا يفعل السيد مايكل هذا ؟
ليزا بغضب : لماذا تتحدثون عن شخص لا أعرفه ؟
جودي : ألا تعرفين ستيف ؟
دوك وهو يضحك يديه خلف ظهر ليجعلها قريبة لحضنه وهو يقول : جودي أعرفك على ليزا حبيبتي ..!
ضحكت فرونيكا بسخرية ولكن سرعان ما كتمت ضحكها ... علمت جودي أنها إحدة ضحايا دوك ...!
جودي بابتسامة : مرحبا ليزا ... ستعرفين ستيف فيما بعد ...
ديفيد : أو ربما لايسعفها الوقت لرؤيته ...!
ليزا ببراءه : لماذا ؟
فرونيكا محاولة إحباط مشكلة على وشك ان تبدأ : لاشئ عزيزتي ... ولكن ربما لايأتي ستيف لهذا المكان ...
ليزا : هكذا إذن ...
دوك : جودي ... ما أخبار صديقتك ذات الذوق الردئ ؟
جودي : لا أسمح لك بالتحدث عن تينا بهذا الشكل ...! ... فهي ستصبح عارضة مشهور بعد التدريب ...
دوك : هل بدأت تتدرب ؟
جودي : هذا صحيح ... لقد اخبرتني البارحة انها ستذهب لمقر التدريب الذي اوصتها به جاكلين ...
ابتسم دوك بخبث ثم قالت ليزا بغيره : ومن هذه تينا أيضا ؟
جودي :صديقتي ... لاتقلقي لايوجد شئ بينها وبين دوك ..
جودي " أو بالأصح لن أسمح بحدوث شئ بينهما بعدما رأيتك...! "
\
/
\
أليس : هذه هي كل الأقسام الموجوده ... أخبريني ما رأيك بها ؟
تينا : رائعه لقد اعجبتني حقا ... ولكن أريد ان اسأل كم هي مدة التدريب ؟
أليس : ثلاثة أشهر .. وهي قابلة للزيادة والنقصان حسب سرعة استجابتك للتدريب ..
تينا : هكذا إذن ..
أليس : متى تريدين ان نبدأ التدريب ؟
تينا : الآن ...
\
/
\
طرقات حذاءه وطولة المهيب في المرر تجبر كل الأشخاص على الإنحناء له وتحيته بكل أدب ... كان يبتسم بغرور لرؤية كل من في الوكالة يحسب ألف حساب لحضورة ... اتجه للمكان المقصود وهي يبتسم بخبث ... تخطى تلك اللافته التي تمنع دخول أي شخص ... استمر في طريقه حتى وصل لتلك الصاله الكبيرة ... استدارت عيناه للبحث عنها حتى وجدها بصحبة أليس وقد أردت ملابسا مريحة للتدريب ... تقف أليس أمامها لتريها الطريقه الصحيحة لانتصاب الظهر عند المشي ... استغرب الجميع وجوده النادر في هذا المكان ... انتهت أليس لوجوده بسبب همهمات من حولها من المتدربين ...
أليس : أوه السيد دوك من الغريب رؤيتك هنا ...!
دوك : وهل يتوجب علي الاستئذان لتفقد أحوال رعيتي وممتلكاتي ؟
ضحكت أليس وقالت : يالك من مغرور ... لم أقصد هذا ... أعتذر هل يرضيك هذا ؟
لم يعرها دوك اهتمام وأشار إلى تينا التي تنظر إلى نظرات حاقده وهو يقول : هل هذه المتدربه الجديده ؟
أليس : آه هذه هي تينا ...
ابتسم دوك واقترب منها وقال : أوه انتي هنا يا صاحبة الذوق الردئ ... حقا انني اريد تقديم التعازي للآنسة أليس لأن تعبها في التدريب لك يكون له أي فائده ...
نظرت إليه تينا والغضب بكاد يخرج من عينيها ...
تينا " اهدئ تينا .... هذا النوع من الأشخاص لايجب الرد عليهم ... "
دوك باستفزاز : أين ذلك اللسان الطويل ... آنسه تينا ؟
لم ترد عليه تينا ووجهت كلامها لأليس قائله : آنسة أليس ... هلا أكملنا تدريبنا ؟
استغرب الجميع كيف انه يوجد شخص لايحترم السيد دوك ...!.... بدأت الهمهمات من حولهم رص دوك على أسنانه بغضب ثم ابتسم بخبث وقال : آنسه أليس لاتتعبي نفسك معها فهي لن تتعلم أبدا ...!
تينا : هذا ليس من شأنك ؟
دوك : كيف ليس من شأني وهذا المكان كله ملكي ؟!
صمتت تينا ولم تجد ماترد عليه ... ثم قالت بعد صمتها : ليس لك وحدك ... لقد أصبح مشتركا بيننا ..! أنسيت ؟
أليس " يبدو ان معركة ستحصل بالرغم انني لا أعلم ماعلاقة هذان الاثنان ... لكن يجب علي أيقافها ..! "
أليس : سيد دوك أرجوك اجلس وراقب فالآنسة تينا جيدة جدا وتتعلم بسرعة ...
دوك : سنرى ..!
تينا " سأريك ايها الأحمق المتغطرس "
جلس دوك على إحدى الكراسي المتواجده في أطراف الغرفة وهو يراقب مايحصل حوله ... بعضهم عاد إلى عمله وبعضهم لايزال يحاول الربط بينهما بعد ماحصل .. ولكن سرعان مايكف عن ذلك عندما يعطية دوك تلك النظرة المخيفة ..
عاد دوك لمراقبة تينا وهي تتعلم بسرعه كما قالت أليس ... ابتسم برضى وثكن سرعان ماتبدلت نظراته إلى خوف عندما رأها تسقط وتلوي كاحلها ... اقترب منها بسرعه واجمتع المتدربين حولهم ... كان تينا تمسك بقدمها وهي تغمض عينيها بألم ...
أليس: آنسة تينا ... تينا هل تسمعينني ؟
تينا : أسمعك ..
ثم حاولت الوقوف من جديد وهي تقول : دعينا نكمل
أليس : ولكن ... عليك الذهاب إلى المستشفى فقد لويتي كاحلك ..
تينا بإصرار : لا أريد .. دعينا نكمل
دوك : لاتضغطي على نفسك ...
تينا بغضب : ليس من شأنك .. هيا أليس ..
أليس : كما تريدين ...
استطاعت تينا الوقوف بصعوبه وعندما وازنت نفسها عادت لتقلد ماتفعله أليس ..
وقف دوك وقد كتف يداه وابتسامة انتصار على محياه وهو يرى مانهاية ماتفعله ؟..!
لم يمضي وقت حتى سقطت تينا مرة أخرى
أليس : أرجوك تينا لايمكنك التدرب بهذا الألم ... عليك الذهاب إلى المستشفى الآن
تينا : لن أفعل ... ثم حاولت الوقوف من جديد
دوك : لن تستطيعي هذه المرة ان تقفي ... أنظري إلى قدمك واللون الأزرق قد اكتساها
صمتت تينا ثم قالت : سأكمل التدرب
اقترب منها دوك وحملها وهي تصرخ بغضب
تينا : ابتعد ... لا أريد منك أي خدمة ... ابتعد اتركني
دوك : كفي عن العناد ... لو تركتكي كما تقولين ربما ستجلسين هنا لثلاثة أيام ثم بعدها ستموتين من الجوع ...!
خافت تينا ثم قالت بغضب : هل أنا طفلة لتقول هذا الكلام لي ... بالتأكيد لن أجلس لثلاثة أيام هنا ...! سيأتي أحد لمساعدتي ..!
دوك : حسنا عندما يأتي أحد لمساعدتك لن يستطع حملك سوى رجل وانتي سمينه ستتعبينه ..!
تينا : لست سمينه ... ولن اطلب من رجل ان يحملني
صمت دوك عندما وصلوا لسيارته التي كانت بانتظاره في الأسفل ..
وضع دوك تينا في المقعد الأمامي .. ثم ركب هو بمقعده في الأمام وانطلق بها لأقرب مستشفى ...
\
/
\
انتهى الطبيب من لف الضمادة على قدمها ثم قال : سأعطيك مرهما تضعينه قبل النوم ... وتأكدي من تغيير الضمادة كل يوم
تينا : حسنا ... " ثم قالت بحزن " كم يوما لن أستطيع المشي عليها ؟
الطبيب : ربما اسبوع
تينا : لا أرجوك ... لن استطيع التدريب بهذه الحال ...!
دوك : وهل التدريب أهم من قدمك ؟
صمتت تينا فقال دوك : أشكرك أيها الطبيب ...
الطبيب : لاشكر على واجب .. اعتني بها جيدا
دوك : حسنا
حمل دوك تينا مرة أخرى ووضعها في السيارة ...
ثم ركب هو وقال بهدوء : أين منزلك ؟
تينا بعناد : أريد الذهاب لمركز التدريب
ضرخ دوك بغضب : ألا تفهمين هل انت غبيه ؟... قدمك تؤلمك وتريدين استكمال التدريب ؟
أي عقـل تملكين ؟
نظرت تينا إليه .. صمت دوك عندما رأى دموعها قد شقت طريقها على خدها ...
دوك بارتباك : أنا ... آسف .. لم أقصد ما قلت
تينا : بل قصدت ... كل مايحدث لي بسببك ... قد جرحت قدمي ... ولم استطع استكمال التدريب ... وتم تسميتي غبيه ... كل هذا بسببك ..!
دوك : وكيف أكون السبب فيما حصل ؟
تينا : لولم تأتي إلى مقر التدريب وتغيضني لما حصل ما حصل
دوك : حسنا أنا آسف ...
تينا : لو أن كلمة آسف تنفع فلماذا توجد شرطة وقانون في هذا العالم ؟
دوك بعجز : يالك من صعبة الإرضاء ... حسنا ماذا تريدين لتقبلي أسفي ؟
ابعدت تينا وجهها وصارت تنظر عبر زجاج السيارة ثم قالت : لا أريد شيئا ..
ابتسم دوك " يالها من طفلة ..! ... أنا أعرف كيف ترضين ..."
ترجل دوك من السيارة وهو يقول : لن أتأخر ...
تينا : انتظر هل ستتركني وحدي ؟
دوك : وهل انت خائفه ؟
تينا بارتباك : بالتأكيد لا ..
دوك : أعدك لن اتأخر ...
ذهب دوك وتينا بانتظاره ...
تينا : أحس بأن أحد يراقبني ...!
التفتت حولها ولم ترى أحدا ...
تينا : ربما اتخيل ..!
في نفس المكان كان ليزا تقف خلف الشجرة وهي تنظر إلى تينا بحقد
ليزا " كيف تجرؤ تلك الفتاة على الركوب في سيارة دوك ؟...! "
جاء دوك وهو يحمل خلف يدية شئ ما ...
ركب السيارة وهو يقول باعتذار : هل تأخرت ؟
تينا : لا أعلم لم أكن انتظرك ...
ابتسم دوك ثم أخرج ماخلف يديه ...
تسارعت نبضات تينا عندما رأت تلك الزهرة الحمراء التي يحملها بيده ...
تينا : مــ ماهذا ؟
دوك : والآن ... هل تقبلين أسفي ؟
صمتت تينا بارتباك ... قال دوك : يبدو انك لم ترضي بعد ؟!
أخذت تينا الزهرة من يديه وعادت للنظر خارج السيارة ...
ابتسم دوك لها ثم مشى بطريقه بعد ان اخبرته اتجاة منزلها ...
\
/
\
الساعه تشير إلى الواحدة ظهرا ...
كانت جودي تجري إلى المنزل بأقصى سرعتها وهي خائفه " يا إلهي لقد تأخرت على ستيف عندما لم أحس بالوقت مع فرونيكا ... لابد انه غاضب الآن فلم أعد وجبة غداءه بعد ... "
وصلت إلى المنزل أخيرا ... دخلت المنزل عبر البوابة الكبيرة لتمر من عند تلك الحديقة التي تعشقها ... ثم لتدخل الباب المؤدي لداخل القصر ... فتحت الباب وكانت تتوقع وجود ستيف بانتظارها ... لكن المنزل على غير عادته مظلم وهادئ. ..
جودي " ما الذي يحصل ... لا أرى ستيف ؟.!... حتى سوزان غير موجوده ...! "
بحثت في المنزل ولم تجدهم ولقد سألت بعض الخادمات ولم يعطينها جوابا شافيا لسؤالها ..
عادت إلى الصالة الكبيرة وجلست على إحدى الكراسي الموجوده فيها ... وقفت عندما سمعت صوت فتح الباب ... دخل ستيف وسوزان بوجوه شاحبه ومخيفه ... لم تتدارك جودي نفسها لتسأل حتى سقطت سوزان مغميا عليها ... جرت جودي إليها لتساعد ستيف على حملها ووضعها في غرفتها ... عندما وضع ستيف والدته على السرير المريح خرج مباشرة ولم يقل شيئا .. نظرت جودي إليه باستغراب ثم عادت لتواسي سوزان وتجعلها في وضع مريح ... قامت بغطاءها ووزن درجة حرارة الغرفة ثم خرجت لتجد ستيف يتكئ برأسه على الحائط ...
جودي : ستيف ؟
صمت ستيف فاقتربت منه وقالت : سأذهب لاستدعاء طبيب للسيدة سوزان
لم يجبها ستيف فأخذت سماعة الهاتف وطلبت من طبيبهم المختص القدوم للكشف على سوزان ... بعدما أنهت الاتصال عادت لمكان ستيف ولم تجده ...
جودي باستغراب وخوف " لا بد انه في غرفته ... ماذا حدث في غيابي ؟! "
اتجهت جودي إلى غرفته وآلاف التساؤلات في عقلها ... فتحت باب الغرفه لتجده قد تمدد على سريرة وهو يضع ذراعه على عينيه ...
جودي : ستيف ؟... ماذا حصل ؟
ستيف بعد صمت : والدي ... والدي ياجودي !!
خافت جودي من نبرة الغير متوازنه ثم قالت : مــ ماذا به عمي مايكل ؟
صمت ستيف لتنحدر على خده دمعه ساخنه تحمل آلاف المعاني ...
جودي : ستيف ؟... هل تبكي ؟... ماذا حصل اخبرني ؟!!
ستيف : والدي ياجودي ... لم يعد هناك عمك مايكل ...!
انصدمت جودي من هول ماسمعت وضعت يدها على فمها لتحاول منع صرخة ستفلت منها ... ولكن دموعها كانت أسبق لترسم خطين متوازيين على خديها ...
أكمل ستيف بصراخ والدموع تملئ وجهه : لقد ذهب بلا عوده ... أبي ذهب ولم اجازيه على كل مافعل لي ... أبي ذهب وتركني وحيدا ... أبي ذهب ولم أشكرة مرة واحده في حياتي... عندما كان يقترب مني خطوة كنت أبتعد عنه خطوتين ... ماذا فعلت ....!!!!
جودي بنبرة باكيه : ولكن ... كان فقط قبل أيام يجلس معنا لماذا حدث هذا فجاءه ؟؟
ازدرد ستيف لعابه ثم قال : لقد كان مريضا منذ سنه ..!... كان يعلم انه سيموت قريبا لذا كان يحاول ان يجعلني معه في كل شئ ... ويقترب من عائلته ويحاول تعويضها ... ولكننا لم نقدر ذلك ..! ...
اخترق السهم الثاني قلب جودي ليجعل من دموعها شيئا مضاعفا : مريض ؟... كيف؟ ولماذا لم يخبرنا ؟ ...
صمت ستيف الذي لم يجد جوابه على سؤالها وقد كانت دموعهم هي الوحيده على البوح بما في قلوبهم من حب لمايكل ...
\
/
ذهب ذلك الأب الحنون الذي احتضن جودي وستيف تحت أجنحة حنانه وعطفه ... مايكل .. الذي صنع صيتا له ولعائلته يحسب الجميع لهم ألف حساب .. ذهب وترك دنياه ليلقى آخرته بما صنع ...
\
/
بعد أربعة أيام من المعاناة ... كان الناس قد قدموا لتعزية ستيف ووالدته ... وانتشر في البلاد خبر وفاة أعظم رجل وأعظم أب للجميع ... بكى عليه القريب والبعيد ... حتى من كانوا يعملون تحت إمرته حزنوا كثيرا لفراقه وهم ينتظرون ماذا سيحصل بعد رحيله ..
كانت جودي تجلس على سريرها في غرفتها وهي تحتضن قدميها وتلف يديها على وجهها لتبكي وتخرج كل مافي قلبها ... قدمت إليها تينا بالرغم من قدمها التي تؤلمها وهي المرة الأولى التي تتواجد فيها في هذا المنزل ... ولكن الصديق الحقيقي هو من يضغط على نفسه لمواساة صديقه ...
جلست تينا بجانب جودي وهي تضع يدها على كتفها وتتطبطب عليه وتحاول مواساتها بمختلف الكلمات ... ولكن لايوجد شئ يمنع الحزن على موت من كان بمثابة والدها ..
جودي : لقد تعبت كثيرا ياتينا ... أسهر في الليل مع السيدة سوزان وأحاول التخفيف من حزنها وأنا اكتم عبراتي ... وفي النهار ابتسم لستيف بمحاولة بائسه لتشجيعه ..
تينا بألم : هذا مايجب عليك فعله في هذه الأوقات الحزينه ... فمن سيكون أقوى منك ؟
أبنه أم زوجته ؟... أم والدته التي قدمت من أقصى البلاد وهي ترقد بالمشفى منذ سماعها لخبر وفاته ...
رفعت جودي رأسها ومسحت دموعها وهي تقول بقوه : يجب علي أن أكون من يساندهم ...
ابتسمت تينا لتشجيعها : وعندما تكونين بقربي سأكون من يساندك ...
نظرت إليها جودي بحب وشكر
تينا : سيصل ستيف قريبا ... عليك استقباله
جودي : سأفعل ولكن بعد أن آخذ حماما دافئا امسح فيه آثار دموعي ...
ذهبت جودي للاستحمام فخرجت تينا لتلقي نظرة على المنزل ... كانت تمشي وهي تضع يديها خلف ظهرها وعلامات الدهشه والإعجاب على وجهها ...
تينا : ياله من منزل كبير حقا ..
اتاها صوت من خلفها لترتعد وتلتفت إليه بخوف ...
دوك بابتسامه بارده : هل تتمشين وقدمك مازالت تؤلمك ...
تينا : لقد أصبحت أخف بكثير ... ماذا تفعل هنا ؟
دوك : كما تفعلين انتِ ...
تينا : كيف حال ستيف الآن ؟
دوك : هو ليس موجودا الآن ... لكنه يحاول التظاهر بالقوه ...
تينا : ليس سهلا أن يفقد والده فجاءة ...
دوك : أنت محقه ... ولكن يبدو ان فترة زيارتك قد انتهت ... مارأيك أن أوصلك إلى منزلك ؟
تينا : لابأس أستطيع أن آخذ سيارة أجرة ..
دوك : وفري مالك لأشياء أهم .. ستذهبين معي ...
" ثم أمسك بيدها وهو يسحبها معه ... حتى هي لم تعارض أو بالأصح لم ترد أن ترفض "
\
/
\
انتهت جودي من حمامها الملئ بالدموع لتستقبل ستيف الذي صار يذهب يوميا إلى العمل ..
ابتسمت له عند دخوله ولم يرد لها الابتسامه ... أعطاها حقيبته ثم مشى باتجاه غرفته ..
جودي : سأقوم بتجهيز غدائك رثيما تستبدل ملابسك ..
ستيف : لا أريد ..
جودي : ولكن ..
قاطعها ستيف بغضب : قلت لا أريد ...
لم تعقب جودي على كلامه وتبعته إلى غرفته ... دخل غرفته وخلع سترته ثم رماها على الأرض ويتمدد بتعب على السرير ...
انتشلت جودي سترته المرمية على الأرض ووضعتها في المكان المخصص وهي تنظر إليه بخوف ...
أطفأت الأنوار وهمت بالخروج حتى استوقفها صوته قائلا : لاتذهبي ...!
وقفت جودي في مكانها ولم تستطع ان تتحرك من مكانها ... اقترب منها ستيف وهي يراها ببعض النور القادم من الخارج ... أمسك بمعصم يديها وسحبها إلى حضنه ثم شد عليها وهو يغمض عينيه ...
ستيف : أرجوك ... لاتتركيني كما فعل والدي
صمتت جودي ثم أمسكت قميصه بيديها الصغيرتين وهي تشد عليه ...
جودي : أعدك ...
\
/
\
بعد شهر ... كانت السعاده تحاول أن تجد مدخلا إلى منزل ستيف .. الجميع يبذل جهده لتعود الابتسامه على وجوه الكل ...
في الصالة الرئيسيه ... كانت غابرييلا تتوسط المجلس ... وسوزان وستيف يجلسان بجانبها .. أتتهم إحدى الخادمات وهي تقول : هناك سيدة تود مقابلة السيدة سوزان ... هل أسمح لها بالدخول ؟
سوزان : تريد مقابلتي ؟.. ألا تعرفينها ؟
الخادمه : هذه أول مرة أرها سيدتي ..
سوزان : حسنا اسمحي لها بالدخول ..
دقائق حتى أتاهم صوت طرقات حذاءها .... دخلت حيث يجلس الجميع بعد ان اوصلتها الخادمه إليهم ...
صرخت سوزان وهي تقول : سارا ؟؟...!
غابرييلا : من هذه ؟
ستيف بارتباك وخوف : هذه والدة جودي يا جدتي ...!
\
/
\
وفاة مايكل المفاجاءة وماتحمله من مفاجأت خلفها ...
ووجود سارا في منزل سوزان هل حدث جيد أم سئ ؟..!
تينا وقد بدأ الحب بالتسلل لقلبها فماذا سيفعل دوك
ليزا ومادورها في قصتهما ؟
انتهى الجزء الحادي عشر