خشوع القلب وتدبره هو الفهم لما يتلى من القران مع حضور القلب وخشوع الجوارح
والعمل بمقتضاه .وصفة ذلك ان يشتغل القلب في التفكير في معنى مايلفظه بلسانه
فيعرف من كل اية معناها ولا يتجاوز الى غيرها حتى يعرف معناها ومرادها
وصاحب القران هو العالم به والعامل بما فيه وان لم يحفظه عن ظهر قلب
واما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل به فليس من اهل القران وان اقام حروفه واقام السهم ولكن الاقامه بالحدود.فينبغي ان يقراء القران بحضور قلب وفهم وهمة الفهم
وليس همة متى تختم السوره
قال القرطبي عن معنى (يتلونه حق تلاوته) يتبعونه حق اتباعه باتباع الامر والنهي
فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بمقتضاه.
والواقع ان الناس اتخذو هذا القران مهجورا واستبدلو الذي ادنى بالذي هو خير
صحف ومجلات وقصص وحكايات لقد قصر المسلمون مع كتاب ربهم حتى ان
الواحد منهم يختم القران كله ثم يخرج منه بمثل مادخل ما فهم من معانيه شيئا
سبحان الله مابال قلوبنا ياعبد الله ماهذه القسوة عند تلاوة كتاب الله ماهذه الاقفال
التي على القلوب مواعظ تتلى وعبر تسمع وسور تقرا ولكنها تدخل من اليمنى وتخرج من اليسرى من منا يرتجف حين سماع سورة الزلزله ومن تاب عندما قرا سورة القيامه.
نسال الله ان يجعل القران ربيع قلوبنا وجلاء احزاننا وهمومنا وان يفتح علينا فهمه والعمل به انه سميع مجيب.