هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصورإلبـــوإبه !

شاطر | 
 

  طيف .. والبحر ...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مُساهمةموضوع: طيف .. والبحر ...     طيف .. والبحر ...	 Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2012 7:08 am

طيف والبحر
كانت مطرقة حزينة.. أغمضت عينيها ووضعت رأسها بين


كفيها


وأسندت مرفقها على حافة السرير..


مرت خواطر وذكريات أمام عينيها المغلقتين..


كان الوقت في أواخر فصل الشتاء ، والجو بارد ولم تعلن


الشمس بعد ظهورها على الأرجاء


وبرق الندى على صفحة زجاج النافذة القابعة خلف السرير


والدمع على أهدابها ..


مضى على إطراقها ثلاثة أيام ..


كانت صورة (طيف) ابنتها تتراءى أمامها..


تركض على شاطئ البحر يعبث النسيم بضفيرتها السوداء


المتراقصة تارة على كتفها الأيمن


وتارة على الأيسر وقد ربط أسفل الضفيرة شريط من الساتان


الأحمر بلون فستانها الأنيق


فأكسبها جمالا وسحرا أضفى على وجهها الطفو لي ذي الثمانا


سنوات لمسة سحرية جذابة...


كتبت اسمها على الرمال ، وجرت على الشاطئ حافية القدمين


يعبث نسيم البحر بذيل فستانها


فتبدو ساقيها أكثر نعومة وجمالا ..


أخذ أبويها يراقبانها وهي تلقي بالحجر الصغير وبقايا الصدف


في البحر


فيפـٍـدَثْ صوتا متجانسا مع صوت الموجة الرقيقة فتحلو لها


النغمة


حتى تكونت سيمفونية عذبة طابت لأذنها الصغيرة..


وجهها أبيض ، وخداها ورديان، وعيناها النجلاوان اكتحلتا


بأهداب سوداء غزيرة..


وفمها الصغير المطبق على أسنان كاللؤلؤ المنثور ..


غمرت المكان بضحكات سحرية فكلما أخذت الموجة في الجزر


لحقتها الصغيرة


وعندما تعلن الموجة بالمد نحو الشاطئ تركض لتسبقها الموجة


فتصيب مرة وتخطئ مرات


وترتطم الموجة بساقيها فيعلو ضحَگهُا..


نظرت إلى والديها فألفتهما غارقين في الحديث ، وعبرت


بقدميها الرمال


لتصل إلى موجة أكبر ليحلو لها صفعة الموج في ساقيها ...


وفجأة ..


غابت عن الأنظار...


نهض والداها وأخذا يصرخان ويستغيثان ، وأخذت حبات العرق


تتفصد من منابت شعر والدها


وعم المكان صمت وذهول وصرخات تظهر تارة ويطغي عليها


صوت الموج تارة أخرى..


كانت الشمس تستأذن في الرحيل خلف الأفق


وقد أرسلت أشعتها الحمراء على سطح الماء


فتلون الموقف بلون من الحزن وحاصر المكان قلق ووحشة
ووحدة


فالأيام لا تهادننا لوقت طويل ..


وكأن للأقدار منطقا مستقلا وحسابا دائما نجهل أرقامه..


ظهر في وقت غير مناسب تماما كما تظهر الزوارق بعد أن يغيب


الغريق شاب يافع


يبدو أنه في التاسعة عشرة ..يرتدي سروالا قصيرا كان يركض


على الشاطئ


ولما علم بما פـٍـدَثْ جرى نحو الماء وغاب عن الأنظار...


ثم عاد بعد دقائق يحمل بين يديه الصغيرة والأم في حالة إغماء


لم تفق بعدها إلا على سرير بجانب ابنتها بالمستشفى ..


نظرت نحوها فألفتها غارقة في سبات عميق ويبدو الشحوب


على وجهها


وقد وضعت كمامة من الأكسجين على وجهها ففركت عينيها


ببطن كفيها ...


رباه...أتراني أحلم


نهضت وخطت نحو السرير بخطى أنهكها الحزن


ونظرت إلى صدرها الصغير فألفته يتحرك..


رفعت عينيها نحو السماء وحمدت الله في نفسها :


طيف مازالت على قيد الحياة ..


إنها في حالة إغماء وإذا استيقظت خلال اثنين وسبعين ساعة


زال عنها الخطر...


هذا ماتفوه به أحد الأطباء المختصين للأم....


آآآآآآآآآه


رحماك ربي ...لا أريد أن تكون (طيف) طيفا عابرا في حياتي ..


لقد منحتني هذه النعمة فارحمني ياالله ببقائها أنا لا أملك


سواها.....


وأطرقت تتذكر الرعد والبرق وهطول المطر ووقت


المخاض......


أما والد طيف فقد كان في وحدته ومحنته يكتب على رمال


الشاطئ كلمات أولها


(طيف) وآخرها (طيف) وتأتي موجة هادئة رقيقة فيمر الماء


عليها فيمحوها


وهو ينظر إليها مطرقا وقد نسي العالم ونسي نفسه ولم ينسى


(طيف)..


أخذ يبكي من شوق مبهم يخالطه وعد غامض باللقاء


وكان في السماء ساعتئذ سحاب يمسك دموعه في انتظار لمسة


ما... ليبكي...


نهضت الأم من شرود فگُرٍها على حركة من يد ابنتها فبحثت عن


ريقها فلم تجده


وحملقت ببصرها نحو وجه (طيف) فلم يتحرك جزء من


أجزائها ...


وعادت الأم لأحزانها وأخذت في البكاء


فسمعتها الممرضة الواقفة بجانب السرير تراقب حالة

الصغيرة ... فبكت هي الأخرى...فالجروح الداخلية لا يحس

يتبع .....
توقيع العضو - روعة الكيان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُساهمةموضوع: رد: طيف .. والبحر ...     طيف .. والبحر ...	 Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2012 7:09 am

بآلامها إلا من يعانيها ......


وبعد مضي إحدى وسبعين ساعة فقط ...


كانت الأم مازالت مطرقة وكفيها تحملان رأسها الملئ بالأحزان
والآلام
سمعت صوتا نديا رقيقا :


طيف ..انهضي يابنتي..افتحي عينيك..أنت بخير..أحمد الله على
سَلإمَتك ..


طيف ..انهضي..


رفعت الأم رأسها وكان الصوت المنبعث من الممرضة يوحي
بانبثاق فجر الأمل الضائع ..


نهضت الأم بسرعة كمن لسعه شيء ما .. ووضعت يدها اليمنى
على خد طيف
واليسرى على رأسها وهي مكبة عليها غارقة في دموعها :


طيف ..افتحي عينيك..أنا أمك ياحبيبتيـے..


لم يصدر من الصغيرة سوى آهات ألم .. رفعت بعدها الممرضة
الأكسجين عنها
فظهرت شفتاها الصغيرتان مليئتان بالشقوق والشحوب ...


ثم قطبت جبينها القمري الصغير..تحرك رأسها قليلا...فنادت
الأم :


ابنتي حبيبتيـے ..حاولي أن تتكلمي ..أن تفتحي عينيك ..


مر زمن طويل وأنت جسد حي ميت ...أعيدي لأمك الحياة
يابنتي...


أرجوك ...لاتحرميني من الحياة...


وبعد مضي عشر دقائق انقشع الظلام وفتحت الصغيرة عيناها ثم
أغمضتهما
تماما كمن أصيب بخدر في جسمه وتدحرجت دمعتان من عينيها
الصغيرتين
فهوت الأم عليها تبكيےّ وتقبلها والتقطت شفتاها دمعها المالح...


نادت الممرضة الطبيب المختص وجرت نحو الهاتف :


ألو..والد طيف المستشفى معك..مبارك طيف زال عنها الخطر
وهي الآن بحالة صحية جيدة ...و...


واقفل السماعة دون أن يسمع بقية الخبر
فقد كان الموقف أكبر من أن يحتمله قلب أب حنون
عاش كابوسا مرعبا بلغ في نظره دهورا...


وجرى نحو حلمه الجميل (طيف حياته) وقبلها وفي عينيه بقايا
دموع ...


كان يحس أنفاس الثلوج على أطرافه وحرارة الجمر بين
ضلوعه ....


وفجأة
مر طيف لشيء ما خلف زجاجة نافذة الغرفة فنظر إليها الجميع
مبتسمين ...


فلقد كان هذا الشيء سحابة لعلها بقية من ميراث فصل
الشتاء.... تــــــــــــمــــت
توقيع العضو - روعة الكيان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

طيف .. والبحر ...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ● الأقــسـآم الأدبــية .. :: ¬ عآلم القصص والروآيات | World of Stories-