الڛَلإمَ عَليـڪمَ
أعلم أن الذنوب والمعاصى مصدر الهموم والأحزان وهى سبب النكبات وباب المصائب والأزمات فبسببها تأتى البراكين الهائلة والزلازل المدمرة والصواعق المخيفة والأوبئة الفتاكة والتسلط والامتهان والمسخ و الخسف دون خبر او سابق إنذار،فما اقبح المعصية،الممزوجة بالقبح حال تنأۈلهْا،المثمرة للألم بعد انقضائها،وما قلة التوفيق وفساد القلب،وخمول الذكر،والوحشة بين العبدوبين الرب،ومحق البركة فى الرزق،والسواد فى الوجه، والبغض فى قلوب الخلق إلا وسببه الذنوب والمعاصى،قال رجل لأبى سعيد الحسن البصرى : أنى أبيت معافى وأحب قيام الليل وأعد طهورى فما لى لا أقوم ؟ قال الحسن : ذنوبك قيدتك .
أرأيت كيف أن اللذة المحرمة والمعصية المقترفة لها ضررها على القلب والجوارح كضرر السم فى البدن .
فاذا تبين لك هذا وعلمت ذاك فأعلم أن الصوم ينقص ثوابه بفعل المعصية وأن لم يبطل بها فقد يحرم الصائم الأجر والثواب على تحمله التعب بالجوع والعطش وقد قرر هذاالمعصوم صلى الله عليه وسلم حين قال { رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه الا السهر } اياك ثم اياك أن تكون فى غمرة الساهين الضائعين اللاهين العابثين فهب من الغفلة وسارع الى التوبة ولا يغرك طول الأمل فان الموت يأتى فجأة واعلم أن خير أيامك يوم العودة الى من يقبل التوبة فكن مع السائرين فى ركاب
التأبئبين وبادر الى أسباب النجاة بالتوبة الخالصة والعزيمة
الصادقة والصبر والمصابرة وعلو الهمة والاشتغال بمعالى الأمور والابتعاد عن سفاسفها والمجاهدة فى ذات الله سبحانه وتعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين } وكذلك الذين يقعون فى المعاصى
من هذه الامة فمن سماحة هذاالدين أن يعامل كل عاص بحسب جرمه اذ لو عومل جميعهم بالتكفير والنهر والزجر والضرب والهجر لكان سببا فى نفورهم من هذاالدين
ولكن الشأن مع العاصى والمخطىء دعوته الى التوبة وتصحيح المسار وبيان وجه الخطأ الذى وقع فيه لا هجره أو ضربه أو تكفيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ان الله لم يبعثنى معنتا ولا متعنتا ولكن بعثنى معلما وميسرا}
الحكمة من البلاء وما يشرع عند وقوعه :
البلاء من سنن الله الكونية القدرية قال جل جلاله { ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }
والبلاء من الله للمؤمن والكافر :
فهو للمؤمن عقوبة تخفف عقوبته فى الآخرة أو تكفير لسيئاته أو رفعة لدرجاته أو اختيار لايمانه ولصبره
أما الكافر فهو عقوبة لكفره وع
* .
ومر ذلك الى تقدير الله فقد يبتلى طوائف وغيرهم أسوأمنهم
وقد يبتلى المؤمنين ويمهل الكافرين أو يعجل جزاءهم فينعمهم بل يعفو عن كثير
فلا نقيس ذلك بعقولنا بل الأمر لحكمة الله البالغة التى قد تخفى علينا .
أما السبب الأساس للبلاء فهو ذنوب العباد وع
*م وكفرهم :
يدل عليه الخير الصادق من الله ورسوله كقوله تعالى { ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون }
وقوله صلى الله عليه وسلم { ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصى هم أكثر وأعز ممن يعمل بها ثم لا يغيرونه الا يوشك أن يعمهم الله بعقاب }
ولابتلاء المؤمنين والصإلحُــيُنْ حكم وفوائد :
أنه دليل الايمان فقد سئل صلى الله عليه وسلم أى الناس أشد بلاء ؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان فى دينه
صلابة زيد فى بلائه وان كان فى دينه رقة خفف عنه .
أنه علامة محبة الله للعبد قال الرسول الكريم : وان الله اذا أحب قوما ابتلاهم .
أنه من علامات ارادة الله بعبده الخير قال الرسول الكريم :
اذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة فى الدنيا واذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة
أنه كفارة للذنوب وان قل قال الرسول الكريم : ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها الا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها .
والبلاء قد يكون : بالخير كزيادة المال وبالشر كالجوع والمرض قال صلى الله عليه وسلم : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة }
واذا وقع البلاء بتقدير الله فان المشروع للمسلم :
الصبر: وعدم التسخط والشكوى وقول الدعاء المشروع { انا لله وانا اليه راجعون} اللهم أجرنى فى مصبيتى واخلف لى خير منها .
الرضا بالقضاء :
فالله لا يقدر الا الحكمة وخير والأدلة السابقة تؤكده
الشكر :
هو أعلى الدرجات ودليل تمام التسليم ولا يحمد فى المكروه الا الله .
والصبر والرضا والشكر:
دلالة قوة ايمانك بالقدر خيره وشره وبأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وماأخطأك لم يكن ليصيبك ودليل الايمان بحكمة الله البالغة .
كما يشرع دفع البلاء والسعى فى ذلك ان كان مما يدفع :
ومن وسائل ذلك : التوبة الى الله فان الرجوع الى الله يرفع البلاء مثلما تجلبه المعاصى .
الدعاء والتضرع لله : يرفع البلاء وان يوقن بالاجابة ولا يستعجل .
قراءة الأوراد والأدعية: وأذكار الصباح والمساء فانها توقف البلاء أو تخففه .
وتأثير هذه الأذكار يزيد وينقص بأذن الله لأمرين :
الايمان بأنها حق وصدق وأنه نافعة بأذنه أن يصغى لها وقلبه حاضر لأنها دعاء والدعاء لا يستجاب من قلب غافل لاه ....